أدب وفن

جلسَ يستذكر زمناََ جميلاََ / أدب / الكاتب المحامي ماهر العبدالله

تسللت الشمس خلسة من نافذة أحلامه الوردية وأيقظته. تناول فطور الصباح، شرب قهوته ، ارتدى ثيابا أنيقة ، ثم سأل نفسه، ماذا بعد ؟؟؟
بعد تفكير عميق ، قادته رجلاه المثقلتان بتعب العمر الى باب مكتبه ، هناك ، لا أحد بانتظاره سوى الفراغ .. غرفة الاستقبال يسودها صمت مطبق ، الورود في الإناء ذبلت وتساقطت وريقاتها لتتكأ وتغفو على الطاولة بانتظار زائر يسامرها ..
دخل مكتبه وجلس على الكرسي يستذكر زمنا جميلاً.. اشتاق لصخب الموظفين والجلبه الدائمه، تسمرت عيناه على باب مكتبه علَّ أحدهم يتسلل ليلقي تحية الصباح… حمل رأسه بين يديه وراح يتمتم بصوت خافت: أخذتم كل شيء ، حتى الأحلام والذكريات اخذتوها ، لم تبقَ الا أرواحنا، خذوها ايضا، عساها ترمم اعماركم المتهالكة، وعلها تجد تعب اجسادها المرمي على عتبات قصوركم الفخمه فتحتضنه للمرة الاخيره ولو على وقع الاقدام ..
ثم غفا من جديد ، بانتظار رنين الهاتف ، او قرعٍ على الباب ، وبقي منتظرا حتى ايقظته الشمس من جديد…!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى