“ملام و عتب ” والمرايا” قصيدتان للشاعر عصمت حسّان

ملام وعتب
بعضُ الرفاقِ يقولُ شعرُكَ
محبــسُ
وغزارةَ الحبرِ الموجّعِ يعكسُ
خليكَ في شـعر الغرامِ
مولَّهــًا
ودعِ البلادَ بربها تتفرّسُ
وانظرْ ففي الأرجاء
ألفَ جميلةٍ
تحتاجُ شعراً فيه ينبتُ نرجسُ
تحتاجُ للعشاقِ تكتبُ
للغوى
وبنظرةِ المشتاقِ شعرٌ يهجسُ
واتركْ همومَ الناسِ لستَ
وكيلَهمْ
هم قانعونَ من الكرامةِ أفلسوا
ومخدّرونَ
وراقدونَ كأنهمْ
فوقَ الأرائكِ والقبور تيبّســوا
في كلِّ يومٍ منكَ جمرُ قصيدةٍ
لا يقرأونَكَ
فالمواطنُ أخرسُ
اكتبْ عن الحلاجِ
عن قيسَ الذي
من حبِّ ليلى العامريةِ يقبسُ
واكتبْ عن الأزهارِ
عن عنبِ الكرومِ
وكيف تُملا الأكأُسُ
واكتبْ عن الأنهار
في جريانها
عن ضحكةِ العشاقِ لمّا تهمسُ
إنّا شبعنا من قصائدَ أُتخمتْ
بالجوعِ
بالفقراءِ
كيف تكدّسوا
لا يقرأونكَ يا بليــغَ
فلا تسـلْ
عن شجرة الإنسانِ كيف ستيبسُ
الشعرُ لن يجدي
ويطعمَ جائعاً
ما دامَ هذا الشعبُ لا يتنفّسُ
هو لا يريدُ الصحوَ
أدمنَ ذلّـةً
وعصابةً فوق المواجعِ تجلسُ
هو لايقومُ إلى النضالِ لِحقّهِ
قبلَ الخنوعَ
وكيفَ عرياً يلبسُ
والروحُ إن تحفى فأيُّ ملامةٍ
للدربِ
من كلّ القوافلِ أنحسُ
قالوا وقالوا
والقصيدة في دمي
تجري وهمَّ أحبتي تتنفسُ
المرايا
كَرِّسـوا الأوهامَ واقتاتوا
الخبايا
ثم قوموا نحوَ سلطانِ الخطايا
وحده المعبودُ في عهدٍ كفيفٍ
مترعٍ بالكيدِ
معتلِّ النوايا
وحده الظمآنُ يشربُ
من دمانا
يكسرُ المزمارَ في حقل الحكايا
يا حكوماتٍ
كما الغربانِ كانتْ
دوَّرتْ في قهرِنا
كلَّ الزوايا
يا نظامَ الجهلِ قد حَكَّــمْتَ
فينا
طغمةَ الأشرارِ
أسلافَ الرزايا
واستبحتَ الناسَ
يا ذئباً تمادى
يحسبُ الأغنامَ من صنفِ الرعايا
كمْ جَعلْتَ اللهَ سجّاناً
وإفكاً
وجعلتَ الناسَ أزلاماً
سبايا
يا نظامَ السُّقْمِ كمْ جرَّبتَ فينا
كذبةَ الراعي
وتلفيقَ العطايا
فغدونا اليومَ
لا ديناً ودنيا
نختبي في الصمتِ من هول البلايا
لم نَعدْ شعباً
شعوبياتِ صرنا
كلُّنا في جدولِ الدنيا بقايا
يسترقُّ الشرُّ أفئدةً
وروحاً
حين صار الكلُّ في بلدي ضحايا
يا نظامَ العهرِ
نصّبناكَ عرشاً
واسُتبحنا
حينَ خالفت الوصايا
موطني وهمٌ
وهذا الشعبُ مسخٌ
طالما قد صار للطاغي مطايا
فاكسروا حبري
أنا كرَّستُ صوتي ثائراً كالريح
في وجه المرايا..
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه