أدب وفن

” طينٌ ” قصيدة الشاعر جهاد الحنفي

طينٌ

هذا الطّينُ الأسمرُ
طينُكْ
لم يصبحْ أسطورةَ ضوءٍ
لو لم يشرقْ فيه جبينُكْ

هذا الطّينُ أغاني خُطوتِكَ الأولى
وحكاياتُك كاملةً
يتنفَّسُ منه لو لم تتنفَّسْ أنتَ حنينُكْ

هذا الطّينُ مرايا خالقِه
إزرعْ عينيكَ بخافقِه
وتمرَّدْ وتمرَّدْ لترى
قممَ الدّنيا
أدنى من مجدِ بيارقِه
ستكونُ عظيمًا جبَّارًا
حين الطّينُ يكونُكْ

هذا الطّينُ فلسطينيٌّ
فامشِ على أهدابِكَ
واقرأْ آيةَ من قالوا
ستسطِّرُ معجزةَ الخلدِ عليه
شرايينُكْ

فانزفْ …
حتَّى آخرِ نسمةِ روحٍ
جدُّك خلفَ حدودِ العتمِ
يلوُّحُ بالمفتاحِ
فمدَّ يديْكْ
زيتونُكَ يشعلُ من كفّيْ مريمَ
قنديلَ العودةِ في عينيكْ
قلْ للطّينِ الأسمرِ
آتٍ … آتٍ
لن يبكيَ أكثرَ زيتونُكْ

أكملْ بجنونِكَ
ثورةَ طينِكَ
من قالَ بأنَّ الحريّة تُهدى
إنّ الحريّةَ يا أنتَ جنونُكْ

أنتَ مَعينُكَ إذ تظمأْ
أنت مُعينُك فلتتهيَّأْ
إبدأْ… إبدأْ…
هذا الطّينُ الأسمرُ طينُكْ
هذا الطّينُ فلسطينُ
وأغلى ما في الكونِ فلسطينُكْ

لوحة “حتما (القدس) لنا” بريشة الفنان التشكيلي علي شحرور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى