كمواكِبِ صَمْتٍ يعبُرُ بنا الوقتُ/ بقلم الشاعر نصر الظاهر

كمواكِبِ صَمْتٍ
يعبُرُ بنا الوقتُ
حاملًا نُعوشَ مواعيدَ تَخَثَّرَ دمُها في ظهيرةِ النهار…
سنابلُ ذهبٍ تضاءلَ في وعْيِها حلمُ البيادر،
ذاهلةً ذابلةً تترنحُ تحت حوافرِ خيولِ الريح…
أحلامُنا تسَمَّرَتْ بانكسارٍ في عُلَبِ صقيعٍ تَوَقَّفَ في عروقِه نَبْضُ الفصول…
بُحَّ صوتُ الأماني التي كانت ترتلُها فوق منابرِ الشجرِ عصافيرُ أشواقٍ ملونة… ومتهالكون داخلَ جدرانِ البيوتِ بأجسادِنا ، أنفاسُنا معلقةٌ على خيوطٍ واهيةٍ من الترقب …
وحدَها أمواجُ الخوفِ الأسودِ تضربُ بمعاولِها شطآنَ صباحاتِنا وتُقلِقُ حتى النبضَ في العروق…
لأولِ مرةٍ تَجيءُ الثواني وليس في حقائبِها سوى زهرةِ الهلعِ وأسرابِ قلقٍ رماديٍّ تَحُومُ فوق هياكلََ عاجزةٍ حتى عن تأمينِ ذَرَّةِ أمانٍ لأسئلتِنا المُربَكةِ واعينِنا التي خبا في سوادِها بريقُ الحياة…
فهل تُرانا نتأملُ بوعيٍ إلى أيِّ الموانئ آبتْ مراكبُنا عسانا نعيدُ رسْمَ عناوينَ جديدةٍ لرحْلتِنا ونستفيقُ من جنونِ نوازعَ أوصَلَنا موجُها إلى سواحلِ الموت، ونقفُ عراةً أمام مرايا ذواتِنا نتحسسُ جراحَنا وما تجَذَّرُ في احتمالاتِنا من وهْمٍ وما تراكمَ فوق بصائرِنا من رماد، ونحن ننزلقُ إلى حافةِ هاويةٍ ليس فيها سوى فَحِيحِ النهايات…