الامن المائي هو جزء من الامن الوطني والقومي وحق السودان وجمهورية مصر العربية في النيل حق مقدس
الامن المائي
هو جزء من الامن الوطني والقومي
وحق السودان وجمهورية مصر العربية
في النيل حق مقدس
بقلم المحامي عمر زين*
تعمل الصهيونية العالمية مع رأس حربتها الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين لتحقيق حلمها بحدود من الفرات الى النيل، وقد استطاع الزعيم عبد الناصر ان يمنعها من الوصول الى ما تريد حيث نالت الامة العربية بوجوده احترام وتعاون الدول الافريقية ودول اميركا اللاتينية وقاد مع تيتو ونهرو دول عدم الانحياز، وجاء بعده عهدي السادات ومبارك فكان من نتائج تلك الحقبة ضمور في العلاقات الدولية وغياب عن قيادة الامة العربية بسبب ما افرزته اتفاقية كامب ديفيد على كافة الاصعدة الا ان الشعب العربي بمصر العروبة بقي اميناً على الرسالة التي ارساها عبد الناصر وما زال حيث نجحت ثورة 30 يونيو 2013 في استعادة زمام الامور الداخلية، وعلى امل ان يتم ذلك ايضاً على الصعيد الخارجي لتأخذ جمهورية مصر العربية دورها الوازن عربياً واقليمياً ودولياً خاصة وانها نجحت في منع تغلغل الفتنة اليها، مع الحفاظ على قوتها العسكرية وحماية امنها الوطني.
بعد غياب عبد الناصر عمد الكيان الصهيوني الى توسيع علاقاته مع الدول الافريقية ومن ضمنها العمل على تجفيف مياه النيل الذي يحيا ويشرب ويزرع منه كل من السودان وجمهورية مصر العربية وقدم مع حلفائه كثيراً من المساعدات لتحريض الحبشة على بناء “سد النهضة الاثيوبي الكبير” لمنع وصول المياه اليهما وليفنيا بجفاف النيل، وما يحصل من تطبيع رسمي مع العدو الصهيوني هو بمثابة الخطوة الاولى نحو تنفيذ حكم الاعدام بشعبنا.
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى الماء في القرآن الكريم واخبرنا عزّ وجلّ ان المخلوقات كلها من الماء وان الماء هو سبب الحياة، وان الارض وما عليها لاندثرت بدون الماء، فالماء اساس كل شيء حي وجاء في سورة الانبياء (30) ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”، وعلم علماء الفيزياء والفضاء وعلوم الاحياء ذلك حق المعرفة، لذلك تجدهم يبحثون عن الماء في الكواكب والمجرات، فإذا أثبتوا وجوده أثبتوا بذلك وجود الحياة خارج كوكبنا.
من اجل ذلك فإن تدفق مياه النيل ووفقاً للقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة هي مسألة حياة او موت، مما يستدعي من الامة العربية الرد على ما يحاك من مؤامرات هنا وهناك وخاصة في السودان وجمهورية مصر العربية، ولا يجوز ان يتركا لوحدهما في الصراع بين الحياة والموت.
من هنا نرى انه لا بد من وضع استراتيجية اقتصادية ومائية وامنية تكون اساسها بناء مشروعات مشتركة لمصلحة الشعبين وخاصة فيما يتعلق بأمنهما المائي، كما يستدعي الامر تشكيل لجنة دائمة للأمن المائي في كل دولة عربية تضع خطط تحرك شاملة لردع كل من تسول نفسه منعنا من الاستفادة من مياهنا او وضع اليد عليها بعامة او وقف تدفق او تخفيض حصتنا من حجم مياه النيل بخاصة.
ولا بد ايضاً من قيام تحالفات طبيعية مع الدول النيلية للحفاظ على حصة كل منهم في مياه النيل.
ليكن وقف التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني الرد العملي على مؤامراته حيث ان الرفض الشعبي قاطعاً وحاسماً لا مجال لتغييره.
ان الامة العربية هي متضامنة مع السودان وجمهورية مصر العربية شاء من شاء وابى من ابى وذلك في حقهما من مياه النيل وتقف الى جانبهما سداً منيعاً بوجه كل من يحاول ان ينال منه.
ان مقولة بن غوريون: “لا تكمن عظمة إسرائيل في قنبلتها النووية، وإنما تكمن في انهيار ثلاث دول عربية مصر والعراق وسوريا”.
لن تتحقق فالعراق بدأ باستعادة عافيته ويلزمه مزيداً من الوحدة الوطنية وبناء دولة المؤسسات ومتابعة تطهير ارضه من كل اعدائه، وسوريا انتصرت على الارهاب الدولي وعليها متابعة النضال في شمالها ونحن الى جانبها، ولن يستطيعوا ان ينالوا من مصر العروبة مصر عبد الناصر من شعبها وجيشها ومن امنها الوطني والمائي والغذائي، طالما ان الروح الاخوية والعروبية والقومية تنبض فينا.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 9/5/2021