أدب وفن

د. جوزيف الجميِّل في قراءة إبداعية للوحة “قصيدة حب” للفنانة التشكيلية جانيت جرجس

د. جوزيف ياغي الجميل

لوحة “قصيدة حب ” بريشة الفنانة التشكيلية جانيت جرجس

قصيدة الحب

لوحة تشكيلية للفنانة جانيت جرجس. والفن شعر أصيل، قافيته اللون، رويه الخطوط وألحان الجنان.
لوحة الحنان هي، والأمومة.
ألوانها أنوار بلا ظلال.
في وجدها أشهى الغلال
والدلال.
هي الأم خاشعة تحتضن الوليد.
والطفل غارق بين الذراعين، يرتشف عمق المحبة.
بين الطفل والأم لقاء سماوي تتداخل فيه أضواء بلون الكوثر.
هي لحظة ذوبان المحبة بين القلبين المتعانقين.
الأم تغمض عينيها لتفتح عيني القلب، على ولادة في الروح.
والطفل اختفت عيناه من وجهه، أصبح الوجه هالة من نور، عبقا من بنور. وتتحد ألوان الوجهين، في لون أصفر نوراني الخفقات.
تتداخل في خلفية اللوحة الألوان الصفراء والبرتقالية كأنها الشمس منسوجة بيد علوية تبحث عن إشراقة النهدات.
أما قميص الأم الليلكي ففيه دلالات على الطهر والقداسة، يعانقه الصغير بيده العارية عري الحقيقة والشوق.
هو الطفل النقاء، في قميصه الأزرق، رمز الحياة الماء. ومن الماء خلق كل شيء حي.
في الأعلى هالات من الخطوط المتمايلة، تنسدل في شفافية وليونة على رأس الأم. إنها الأحلام والأمنيات التي تراود رأس المرأة، وهي ترسم خططا لمستقبل الطفل، في عالم افتراضي السمات.
وفي أسفل اللوحة بحر من اللون البرتقالي المتموج الخطوط،كأنه بحر هذا العالم المرصود إطارا لواقع تحاول الأم بكل ما أوتيت من تفاؤل ألا تغرق في لجته والكلمات.
وإلى اليسار يبوح اللون الأخضر بالخصب بين ماض هيولي، ومستقبل بلا نزوات.
جانيت جرجس، يا حورية الفردوس، في عطش الذكريات، كريم في عينيك هذا الحنان. وأكرم ما في حب الأم مجانية العطاء.
وأبعد من صورة الأم والطفل، لقاء بين طفل الحب والحياة. وحين يفقد الحب وجهه يصبح أرقى وأبقى وأنقى.
هي الأم الوطن، وقد عانقت ابنها الذي هاجر إلى بلاد غريبة، ففقد وجهه، قبل أن يعود كما الابن الضال، إلى حظيرة الحب والجلال.
هي الأم القصيدة، والطفل ولادة الإبداع، في رحم الحرف المعتق بالآل.
جانيت جرجس، مباركة ريشتك الثملى بأهازيج الفرح والسلام. مباركة قصيدة الحب الحبر الألوان، وقد عانقها الصمت الأبلغ من الكلام.

الفنانة التشكيلية جانيت جرجس أمام لوحتها مع جانب من الحضور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى