أدب وفن
لا أستطيع أن أرفع صوتي حتى لا تبكي الريح/ بقلم الشاعرة د. دورين نصر

لا أستطيع أن أرفع صوتي حتى لا تبكي الريح
لا أستطيع أن أرفع صوتي،
فالريحُ ترتجفُ من أنينِ النّساء.
كأنَّ كلَّ صدى يخرجُ من صدري
يحملُ ذاكرةَ ألفِ وجعٍ
وألفِ وطنٍ مكسور.
أهمسُ له:
جسدُكَ ظلٌّ،
وروحُكَ مرآةٌ تتكسّرُ إذا نظرتُ إليها طويلاً.
علّمتَني أنَّ الصمتَ صلاة،
وأنَّ الكلامَ خطيئةٌ
حين لا يُقالُ بالحبّ.
أنا امرأةٌ
تحملُ في ضلوعها خريطةَ الشَّرق،
وتُخفي في صدرها نهرًا
يشتهي أن يغرقَ في الحرية.
لا أرفعُ صوتي،
لأنّ الريحَ تبكي إن بُحتُ بالسرّ.
هي تعرفُ أنّني كلّما قلتُ “أحبّك”
تسقطُ مدينةٌ من رماد.
أكتبُك لا بالحبر،
بل بالهواءِ العالقِ بيننا،
وبالحنينِ الذي لا يُقال.
حينَ ألمسكَ
تصيرُ الأرضُ أكثرَ احتمالًا للسلام،
فأتركُ أصابعي تنامُ على كتفكَ،
ويستيقظُ في داخلي وطنٌ صغير
يحلمُ أن يُنقذَ العالمَ بالصمت.




