الحرامي
وحاميها حراميها
لهذا الأرضُ داشرةٌ
ووغدٌ حاكمٌ فيها
لهذا الناسُ متعبَةٌ
وتشكو من مآسيها
لهذا الليلُ خيمتنا
وخطوتنا على الاسفلت ناقصةٌ
ولا أحدٌ يداريها
لهذا الفاسدُ الملعون يملكنا
ويرشي السجنَ
والسّجانَ
يقضمنا بلا رفقٍ
فحالُ بلادنا قرفٌ
وموتى كلنا صرنا
ولا أحدٌ يعزّيها
وحاميها حراميها
تحاضرُ مومسٌ شرفاً
ويحكي اللصُّ بالقانون
كلُّ رجالنا زحفوا
كما البزّاقِ نحوَ العاهر الأعلى
وأسوأ من سقوط الشاةِ
عند المسلخ البلدي
أنّا نحملُ السكينَ للجلادِ
نمعنُ فيها تشويها
وتلك الشاةُ صورتنا
مرايانا لها انكسرتْ
وبئس كرامةٍ شكرتْ يدّ القصابِ تخصيها
وبئس الأمةِ احترقت بعار الصمت يقتلها
وتطلبُ من زعيم النارِ يطفيها
وحاميها حراميها
وعزّتنا كما الأوحالِ
قدْ هّدتْ
فمن يأتي ويبنيها
البطة السوداء
يستنكرُ الكلبُ
والخرفانُ
والقططُ
هذا الفسـادَ
ونحنُ الصمتُ والعَبطُ
كأننا القاعُ أوحالٌ ومعصيةٌ
والحاكمونَ
من الأفلاكِ قد هبطــوا
كأننا المسخُ
من أبناء جاريةٍ
وهم أئمةُ هذا الكون والسَّــبطُ
كأننا البطةُ السـوداءُ
هم بجعٌ
وفيهمُ الحقُّ لو خانوا ولو ضرطوا
من أينَ جاؤوا ؟..
ومن أفتى إمارتهم
نحن الكثيرونَ هم يا أخوتي رهطُ
قاموا إلى قتلنا
كنا لهم غنماُ
تمشي إلى الذبحِ مهما جمعنا شـحطوا
لم يتركوا لقمةً تعطى لأرملةٍ
لو قطرةُ الماءِ تُشرى
نبعَها شفطوا
صرنا الطوابيرَ
قطعاناً يروّضُها
سـوطُ الزعيمِ
ومصّوا خيرنا
نَفَطوا
صرنا التماثيل من شمعٍ
ومن حجرٍ
وألزمتنا بأن نحني لهمْ خططُ
حطّوا الخوازيقَ في جثمانِ عزّتنــا
وقيدونا
وسادَ الذلُّ والنّمـطُ
هم أحقرُ الناسِ
لا دينٌ ولا شـبعٌ
ونحنُ أحقرُ لو أحلامنا سخطوا
ولو قبلنا بأن نبقى علانيةً
عبداً مطيعاً
وهم في بيعنا نشــطوا
لو ننهضُ اليوم
هذا الحالُ ضيّعنا
الفجرُ آتٍ
ونحنُ الحبرُ والنقطُ
قصور الجواري
أوصتِ البئرَ
والذئابَ الضواري
أنّ في البئر كان بدءُ الحوارِ
فانتخى الماءُ
واستحالَ مسيراً
واكترى الحبلَ بيرقاً للمسارِ
كانتِ الأرضُ والبيوتُ انكساراً
شهقةَ الضوء
في التباسِ الجدارِ
والمرايا الريح
الرمالُ وجوهٌ
دمعةُ النهر في عيون الجرارِ
كوكبُ الإثمِ صورة
للرزايا
يحرثُ الشوكَ في خريفِ القفارِ
والمجرّاتُ في خفاءٍ وشكٍّ
ترقبُ الشرَّ
في انحراف المدارِ
ألقمتنا السّنا ننام
ونصحو
وانتهى الحالُ في جحيم الدوارِ
أيها الظلُّ يا سليلَ
خطانا
ييبسُ الخطوُ في اكتشافِ الفرارِ
والدجى الدامي غارقٌ
في منامٍ
كيف يصحو وفيه رملُ احتضارِ
أطعمونا مرّ السموم
ازدراءً
ثم ساقونا للخَطا والغبارِ
أرضُنا
للحرُّ الكريم عقابٌ
حولوها إلى قصورِ الجواري
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون الضيعة
