سألني عن وجعي شجر الزيتون/ أدب / الشاعر نصر الظاهر
سألُني عن وجعي شجرُ الزيتونِ الرابضِ في مرمى بصري مِلءَ كرومِ القريةِ كلَّ صباحْ :
هل فرغَتْ في زاويةِ البيتِ خوابيكم وبكى القنديلُ الأخضرُ مِن شِحِّ الزيتِ ليسرجَه كي يقهرَ عتْمَ الليلْ؟
وتُسائلُني عن صمتي تلك الوديانُ الوادعةُ العابقُ في دفءْ حناياياها صوتٌ وصدًى لأغانينا ومواويلَ حكايا لقرانا تضحكُ في التاريخْ؟
تسألُني:
هل تعِبَ القصبُ المتمايلُ في غاباتِ حناجرِكم
وذَوَى في حلَكِ الغاباتِ صهيلُ أصائلِكم
تسألُني الأطيارُ… الأزهارُ… والدفلى المتربعُ فوق ضفافِ الأنهارْ
تسألُني الطرقاتُ… الأحجارُ… النسمات… الأمطارْ:
ما بالُ قوافلِكم قد تاهتْ في الكثبانْ
وسفائنُكم في عرضِ البحرِ تسيرِ بلا رُبَّانْ
وسطوحُ منازلِكم تسكنُها في عِزِّ الظُهرِ الغربانْ
كيف تنامون
وتحت أسِرَّتِكم تعوي كلُّ ذئابِ الساسةِ والطغيانْ
تقلقُكم
تذبحُكم
تسرقُ مثل نِمالٍ أو كلصوصِ الأرضِ غلالَ بيادرِكم
مابالُ الإنسانِ بداخلِكم
هل صَدِئَتْ فيكم مِن نومِِ القطعانِ خناجرُكم
هل خمدَ الجمرُ الغافي في قاعِ مواقدِكم…
فمتى تتفجرُ في قيعانِ ضمائرِكم حممُ البركان…
ليعودَ…يعودَ إلى الرشدِ الإنسانْ؟؟؟
الشاعر نصر الظاهر ٢٤/٧/٢٠٢١