أدب وفن

الرقصة المتمردة /قصة قصيرة /بقلم القاصّة مريم نزار الديراني

الرقصة المتمردة

                                                      مريم نزار الديراني

يتراقص الحزن حولي، فأنثر عليه الدموع لا الورود..

أقترب من الضوء المنبعث من النافذة، ضوء متناقض وغبي، كلما أقترب اليه يبتعد ويتلاشى، وكلما أتراجع عنه يزداد قوة وكأنه يريد جذبي إليه ليعيد بي الكرة، اي الخيبة.

رفعت صوت الموسيقى الهادئة، فأرتفع صوت الرعد والبرق أيضا، أخف ضت صوت الموسيقى فتلاشى صوت الرعد والبرق، و كأن كل شيء يحاول غيضي أو استفزازي.

رحلت من المكان متجهًا إلى اللا مكان.. أسير مع بعض اللحظات الجميلة التي ترسخت في ذاكرتي، لحظات دون لقاء على ارض الواقع، اسير واسير وانا في نشوة الذكريات التي تشبه ذاك الضوء الساذج، ترفضني رغم أني أكثر من يجيد الاحتفاظ بها، وعندما أقرر أن أرميها أو أتجاهلها تأتي لتحتضنني وتهمس بإذني كالشيطان الذي يوسوس في الذهن، تأتي لتسلب مني تجاهلها، بل وتجعلني أحن وأنجذب إليها أكثر وأكثر..

وما بين الرفض في الحقيقة وإحساسي الذي يتمرد على الحقيقة،  وما بين ذكريات قصيرة المدة و روح مليئة بآثار تلك اللحظات المميزة،  خلفت آثار لا تزول، آثار تغلغلت بشخصيتي، تصرفاتي ويومياتي…  تهت وأنا أسير في طريق مقفر، حيث المجهول.. أسير وأنا أردد،  كيف أمسح آثارك مني.. تلك الآثار الروحية التي هي أشد عمقاً من الآثار الملموسة.. تناثر الكثير منك في روحي بعمق يصعب عليَّ محوه مني..

هطل المطر فوق رأسي وأنا أمشي حيث اللامكان، زخت حبات المطر فوق أحزاني الراقصة كالباليه حولي.. وأنا أكافئها بنثر الدموع..

خيال.. انتهى مع انتهاء الموسيقى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى