أدب وفن

“ومض” نصوص أبداعية / بقلم الدكتور العميد محمد توفيق أبو علي

ومض
حين يختلط الحقّ بالباطل، وتزدحم الجهات، ويعلو صراخ الأمعاء، حذارِ أن تكون حياديًّا؛ ولُذْ بضميرك، اسْمَعْ صوتَه، إن كان صاحيًا، وأيْقِظْه إن كان نائمًا؛ ولايَغُرّنَك المتشدّقون، ولا
يَغُرّنَك العدد، كثرةً أوقلّة؛ فبوسعِك وحْدَكَ أن تكون أمّة!

ومض
حين يغشى حرفَك اليأسُ، وتهيمن حُبْسَة النّطق عليك، أُبْ إلى ذاكرتك، وابحث فيها عن كلمة في مقام الحبّ؛ وانسخها رُقْيَةً، تَصُدَّ عن حرفك القنوط، وتحمِه من غوائل السّقوط، وتُفكّ حبسة لسانك، فتُمْرِع المعاجم، وتصبح جذور الكلمات، أشجارًا وارفة الظّلال، يستظلّ بها العاشقون!

ومض
_حينما يشتدّ اللّيل، يسطع ضوء شمعتي؛ وحين يشتدّ النّهار تسطعين!

حوار وامض
حين يشتدّ وجْدنا، يختفي اللّيلُ والنهار! ومتى يشتدّ هذا الوجْد؟
_حينما تهجرنا الأسئلة، وتمضي نحو أجوبة لا تستقرّ على حال: من مُقام إلى مُقام، حتّى يأتيَها اليقين في مَقام حُبٍّ، يطيب فيه خلع العيون، وارتداء القلوب!

ومض
حين يكون طينُك في القاع، لن يَحُول ظلامٌ دون إدراكك ما يجري في القمّة، إذا أودعتَ روحَك سرَّ الحُبّ والتّسامي؛ فيغدو الطّين لسانًا يجهر بالمكنون، ويطيب لك المُقام في مَقام النّور ؛ أمّا حين يستعصي فكّ ذلك السّرّ، فالطّينُ يغدو تابوتًا أبكم، وتَمَلّ الرّوح صُحْبَتَه، ولا تستطيع منه فكاكًا، فتقع في مفارقة وجع لا يُشْفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى