أدب وفن

” يا شَهيد ” بقلم الشاعرة منى مشون

وَحدكَ الآنَ ،
تَصنَعُ في الخُلدِ
مِنْ طَلقَةِ المَجدِ ،
جَنَّتَكَ في سَماءِ الأبَد …
وَحدكَ الآنَ ،
إذ لا أحَد
يُعيدُ لِلأرضِ طِفلَتَها
لِتَعبُرَ الحُقول ،
على وَقعِ نِعالِ الجُنود ،
وَصَهيلِ الخُيول ،
وَقَرعِ الطُّبول …
هِيَ الأرضُ …
صَوتُ الحُدود …
رَقصُ البَناتِ العَذارى …
وَرائِحَةُ الشّوقِ عِندَ السُّكارى
بِحُبِّ الوَطَن …

وَحدكَ الآنَ ،
حينَ يَغيبُ الزّمَن …
تُعيدُ النُّجومَ إلى أوَّلِ البَدءِ ،
تُرَتّبُ أجنحةَ الحَمامِ ،
وَتَكتُب : ” بيروتُ ما أبقى الكَلامُ
لِلكَلامِ كَلاماً …
بيروتُ أُغنيةُ السَّلام “

وَحدكَ الآنَ ،
تَشتَهي المَكان ،
تَشتَهي ” الرّوشَةَ ” و شارِعَ ” الحَمراء “
تَشتَهي الشّرقَ ، الغَرب ، الجَنوب ،
الشّمال … وَكُلَّ البِقاع .
نّصيبُكَ مِن تُرابِ الأرض ،
أنْ تَشتهيَ الحُبَّ …
وَزُرقةَ البَحرِ مِنَ الألوان
قَوسَ قُزَحٍ في السَّماء …
عَبَقَ النَّصرِ في المَيدان
صَوتَ فيروزَ ، يَزرَعُ النَّشيد …
يا شَهيد : ” بْحِبَّكْ يا لِبْنان ” .

شهداء ٤ آب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى