أدب وفن

نعم يحدث/نص أدبي/ بقلم الشاعرة نسرين حمود

نعم، يَحْدُث..

يحدُث، نعم يحدث، ان تفاجئنا الحياة بذلك الذي يعي بين كلماتنا كل ما لم نقله لأحد يوما!
نعم يحدث ان نَجِدنا على سبيل الفجأة أمام ذلك الانسان الذي يقرأنا بدقائق كما لو كنا كتابا كُتبت سطوره بلغته وحروفه وحده.. ذاك الذي تلتفت عيناه عتابا فتقول “لا تُكمل” إن مرّت بخاطرنا محاولة تبرير لِشيء من فعل او كلمات، كما لو أننا قارورة عطر شفافة يرى من خلالها بوضوح جمال العطر ولونه ، ويتلمس رائحته دونما الحاجة لشيء من طقوس الشرح والكلمات التي لا تتناسب وسحره..
نعم ويحدث ان لا يحتاج الى سنين وشهور ولا الى اي وقت مستقطع ضائع من هذا العمر ليفك فينا رموزاً ظنناها احجيات الى ان اتى فأصبحنا، دونما وقت، نصوصا مرآتها عينيه.
نعم يحدث ذلك بعيدا عن حسابات الوقت وفلسفته العبثية، كما لو ان كل ذلك حدث في تلك اللحظات التي حيكت فيها خيوط اول حديث دار بيننا.. كما لو كنا التقينا في عمرٍ سابق حكينا فيه كل شيء..
من قال ان الوقت يصنع ما بين القلوب ؟ ! ندرك الحقيقة حين تجمعنا الحياة بأولئك الذين يقفزون فوق اسواره ليخرجونا معهم من دوائره الضيقة الى مساحات واسعة من أنفسنا، كما لو كنا نلتقي انفسنا في ابتسامة على شفاهٍ أخرى.. أو كنّا أمام صفاء بحيرة هادئة في يومٍ مضيء نرى فيها انعكاس ما عجزنا ان ندركه من خبايا روحنا التي كانت تبحث عن من يعزف نوتات سيمفونيتها.. لترتفع الموسيقى!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى