أسبوعيات 114/ أدب / بقلم الشاعر و الفنان التشكيلي جوزيف أبي ضاهر
أسبوعيات 114
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفّاحة
أَعطَتهُ تفّاحةً فأقسم:
لن تلامس شفتي ما لم آخذ أختًا لها رمتني بتهمة المفاضلة… وما أوضحت مع من؟!
صوت
وقف في وسط المرسح. الصالة فارغة من جمهورٍ يسمع بعينيه.
صرخ بأعلى صوته. سَمِعَ وحده رَجعَ صداه. فرح كثيرًا. أحسَّ لأوّل مرّة أنه الممثل الوحيد… والجمهور كلّه.
زيارة
خبَّر راعٍ أنه زار المدينة مرّة وحيدة.
سبقوني إليها. لم أستطع تذكّر ما كنت أريده من هذه الزيارة… وأقسم أنها جاءت في يومِ حشرٍ. كادت أن تبقيني فيه مع من حدّقوا بي بعيون فارغة.
حَوَل
مَجدُ الجَسدِ مداه حياة.
بعدها؟ يتدثّر بالذكريات، ويخرج وحيدًا إلى احتفالات تُوزّع اللياقات فيها أمام عيونٍ في طرف حَوَل.
كم امرأة في الوِحام اشتهتها؟
كلمة
حين الرسائل على ورقٍ، ومن ورقٍ، تفرح حشرة سوداء صغيرة في كَرَمِ جاهلٍ، لم يترك في قلبه كلمة يُلبسها لهفة في عرس.
دائرة
جلس الوقت وسط دائرة. حين تعب من الجلوس وحيدًا، دار على ذاته، من تلقاء ذاته:
أعرف أنه المكان الذي ولدت فيه، وأموت فيه، ويشبه جميع الأمكنة ولو ظنّت الناس أنه غير مرتهن لدائرة.
غياب
يركض العالم عاريًا من عقله… إلى العدم.
يركض وقد فقد بصره وبصيرته، وتفاعله مع ذاته ومع الآخر.
يركض إلى اللاشيء بحثًا عن عدميّة هو في قلبها، في روحها، في شكلها… ويغضب من كلِّ من يذكّره أن التاريخ لن ينتهي بعد غيابه.
ارحلوا
اتركوني وارحلوا. لم أعد بحاجة إلى من يدلّني إلى دربٍ صرت أعرفها لكثرةِ ما رأيتها متعرّجة في وجوهكم… في كلامكم… وفي شرحكم لشيءٍ اسمه: «الحبّ».
رسام
خطوات الماءِ فوق التراب خضراء.
لم تكن خضراء لولا رسّام ضجر من اللعب مع الهواء في ثياب الغيم، فتركها ونزل ليلوّن التراب بألوان زهرٍ يعشقه.
سرّ
يلحق الليل بالأسرار مخافة تكشف فتنةً فيها، أو منها.
للسرّ أكثر من جسدٍ، أكثر من فتنة.
هل في استطاعة السرّ أن يظل موجودًا في حالة القمع؟
… وإذا لم يقمع، هل يظلّ سرًّا؟
من دفتره الصغير
وقح
حطَّ عصفورٌ على شبّاك مدرسة. نَهره المعلّم وكاد يضربه لو طالته يده:
وقح، اذهب وادفع القسط للإدارة قبل طلب العلم.
بصمات
قرأتُ في دفتر طفل بصماته. حسدته على كلّ تفصيل صغير في بصمته.
من زمن بعيد أنا أكتب من دون بصماتٍ ولم أنتبه.
josephabidaher1@hotmail.com