نسائم أيلول/ قصة قصيرة/ بقلم الأديب ماهر العبدالله
نسائم أيلول ندية وممتعه ، والصباح يغري الإبتسامة ..
لما لا أوقظ النبع من سباته، قالتها والصباح يترنح من النعاس .
حملت زادها وانطلقت كفراشة تزين مبسم الحقول ، تختال كطائر يعتلي الأرض لالتقاط الصفاء..
تناهى إلى مسمعها صوت عذب ، كأنه قيثارة ترعى غيوم السماء ، اقتربت من مصدر الصوت لتقع عيناها على شاب لوّحته الشمس فاستعار سمرة ضوئها ، ابتسم لها فبادلته الإبتسام، ثم انطلقت لترتاح بظل أشجار الحور الباسقة، واودعت قدميها مياه النبع الرقراقة وضحكت لدغدغتها اللطيفه . ..
لم تغب صورة الشاب الوسيم عن مخيلتها ولا صوته الشجي العذب .
هم النهار بالغياب ، فاقفلت بالرجوع ، وهي تحلم بصباح اليوم التالي ..
وتكررت زيارات النبع على مدى الايام ، ولم تعد ترى الشاب ، لكنها كانت تسمع صوت غنائه الجميل ، بحثت عنه في كل مكان .. فلم تعثر عليه .
ذات صباح ، استلقت لترتاح تحت شجرة البلوط الوارفة الظلال ، وإذ بصوت غنائه القريب يشجيها ، نظرت عاليا فرأته مستلقيا على فرعٍ وسط الشجرة مطلقا العنان لصوته الأخّاذ .
سألته عما يفعله هناك فأجابها : انتظر الشمس كل صباح لتخلع شالها فتكتحل عيناي بنور جبينها ..
ثم سألها بدوره ، ما الذي تاتين لاجله كل صباح فأجابت ، لأرى القمر المشع فانعم بنوره ، سألها مجددا ، كيف ترين القمر ونحن بالنهار فاجابت، عندما أسمع غناءه.. أراه في قلبي ..
ومنذ كل نسمة من أيلول ، بات القمر يعتلي صهوة صباحه .. ويغني … والشمس تفرد ضفائرها .. وتبتسم …!!!