أدب وفن

“قصة في قصيدة” بقلم الشاعرة سامية خليفة

قصة في قصيدة .

جس نبض النهر ليستشف منه عذوبة انسياله
فأجابه بصوت أجش ينافس البحر في هديره
رمقته ضفتان بنظرة خرقاء جوفاء
اخترقت صبابة الوجد
وكما طلقات بارود عشواء
أردته في فتور ما بعد الدخان قتيلا
تساءلت روحه وهي تتصاعد نحو السماء
هل مجد الحب احترقت ممالكه؟
كم أحيت النفوس فيه الطقوس فما خلدته
حتى شرعت له باب الفؤاد
كم بسطت له كفوف الهوى
حتى ناغته في تملق
كسرات وليمة نهر مخادع
تنكر في ثوب ملاك
وهو في مسغبة
يتضور لخرير نهر عذب
إيه يا لمجون نهر
حين يغير في اتجاه معبره
لتغلق من بعده أوجه الحقيقة
لتنتصر سذاجة الخضوع لمراسم تدجيل
غلفت حيرته بحضن مستعار
قلبه المحطم ما اختار الموت جوعا ولا عطشا
حين لم يبق له من الكيان إلا النثار
حين لم يكن له في النجاة إلا الهروب
الأتون أحرق قبلات الجوى
أمست رمادا
لا غرو في بكاء النجوم
وهي خليلة العشاق
نجوم شحبت حتى كادت أن تنطفئ فيها الشعلات
الحب أتراه روح الكواكب
ها أنها من بعد انطفاء جذوته
أمست مجرد مجسمات
لأشباه دوائر
محدودبة مقفرة
الحب أتراه روح السنابل
ها أنها من بعد ركوده
أحنت رؤوسها متكسرة
أما قتيل الهوى
فلا خوف عليه
إنه ها هنا
في باطن كفي يرتع
بعدما خرج من شرنقة العبودية
متحررا من نهر التدجيل
انتفض متحررا
وتحول إلى فراشة تجردت
من الأكاذيب
من أسطورة النهر المستبد
ونشرت حبا بلا مقابل
أعتى من جرف سيل
أقوى من عواصف متمردة
علمت الطبيعة أن الحب
ليس في جبروت القوة
وأنه باق في العطاء
وإن برفيف فراشة …

الشاعرة سامية خليفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى