روحُ الطّين
يا روحَ الطِّينِ إجبليني
بقُدْسِ أقداسِ الرّوح
جسّديني حُلُماً
إنفحيني
جسداً زائلاً بأهواء
مجدّيني قلباً خافقاً
يا روحَ الطينِ الصافي
إصطفي فيَّ الفُصُول
عيشي تحتَ العواصف
لأحيا تحتَ الثلوج
كنزكِ السرُّ القائل ِ
ترابٌ من جحود
وكنزٌ للخُلود
تحيا بعدَ الجُمود
في صحوةِ الآنية
تتناقَلُكِ الأجيالُ كالحدود
تتناقَلُكِ في حاوية
في عِتقِ زخارفَ خاوية
في عمقِ نبيذٍ معتّقٍ
نامَ على حُلُمِ خابية
وأنا أعيشُ اللحظة
أتناقلُ اللحظات
هل جفَّ حلُمُ اليقظة
وأنبتَ مجدَ الساعات
يا روح الطين أراكِ امامي
أنتِ طينُ هيامي
أنتِ وانا تؤامان
أنا طينٌ كيانيّ
شاء بي القادر
أن أرى المكان
وأسبُرَ غورَ الزمان
ناطقٌ بحُسنِه
وبجمالِ رَسمِه
وأنتِ وَسَمَكِ بالخُلود
من الأبناءِ للجُدود
وحتى في ذُراكِ المكسورة
تبقى آنية من نورها
يَعُودُ يَجمَعُها المنقّبون
وتعودُ الى حياةٍ سابقة
في العزّ والدراية والبراقة
يا روحَ الطِّينِ أنتِ
جزئي الذي مرّ
هدَرَ منّي ساعاتٍ وإستقرّ
وأنا روحي التي ما تزال متهادية
بين الطينِ وافكارَهُ السامية
أنا معلَّقٌ بين النورِ والهواء
طينٌ من خواء
من نبضِ روحِهِ السامية
بين ارضٍ وسماء
تشبه رحلتي التالية …
زر الذهاب إلى الأعلى