أدب وفن

رسائل إلى أمي… في تذكار “الاحياء الحقيقيين”…

د.رندلى جبور

رسائل إلى أمي… في تذكار “الاحياء الحقيقيين”…

أمي، لم أرقّم هذه الرسالة لأن هناك رسائل قبل تلك لم أنشرها… ولكنني اليوم أنشر من جديد لأصرخ على العلن شوقي وحاجتي إليكِ… لأقول ان الاموات هم الاحياء الحقيقيون…
أنتِ هنا ولم تغادري بالي وفكري وقلبي لحظة…
بغيابك الجسدي عرفتكِ أكثر، اكتشفتُك!
وكم كان جميلاً أن أراكِ في ليلة تذكار الموتى بمنامي وأنت تبتسمين لي وتغمرينني بكل حنان هذا العالم وما فوق هذا العالم.
لم أكن أريد الاستيقاظ. أردتُ أن أبقى في حضنك الممتلئ حباً. أردتُ أن أتسمّر امام شفاهك الصامتة والتي كانت بصمتها تقول الكثير. أردتُ أن أخبركِ عن الايام الصعبة التي نعيشها ولكنني لم أفعل. فقد أدركتُ أنك تعلمين بصلباننا ولذلك أتيتِ حاضرة نضرة ولو في غفوة، فعرفتُ من جديد أنك معنا وأنك تمسكين يدنا في مشوارنا الموجع.

أمي… أنت التضحية التي سنبقى لها أوفياء.
أنت الدمعة التي جعَلَتنا دائماً أنقياء.
أنت الابتسامة التي علَّمَتنا الصلاة ورائحة البخور التي تفوح كلما فتّشنا عن الطِيب.
أنت التي علّمتِنا أن نكون أقوياء ولذلك ما زلنا واقفين.
أنت بحر من العطاء ولذلك نحن نعطي.
أنت عمرٌ من الهناء وقد بذلتِه لنكون سعداء.
فأرجوكِ أكملي يا امي في مَنْحنا ولو القليل القليل من السعادة لنكمل، وأضيفي على أيامنا مزيداً من السلام نكاد نفقده… فالزمن الذي نعيشه ليس زمن رخاء…
ولعلّ رضى الله عليكِ هو الذي جعلكِ تنسحبين باكراً لتتخلصي من عذاب هذه الارض ولتكوني قديستنا في السماء…

بحبك ميوش…

رندلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى