“الصدى”ضياع”الهطول”مجموعة قصائد بقلم الشاعر عصمت حسّان
الصدى
ضاقتْ بهمْ فسحةُ الآمالِ
والملأُ
فأغلقوا البئرَ لمّا للصدى لجأوا
وتوّجوا الصمتَ فوق البئرِ ساريةً
وأسرجوا الماءَ
حتى بالظمى امتلأوا
مرّوا قديماً على المرعى
فخضّرهمْ
وحينَ راحوا
انطفى من حزنه الكــلأُ
كانوا يتامى
وقيلَ الأرضُ أمّهمو
لمْ يُكرموها
وكمْ في عِقِّهـا رزأوا
ساروا على مذبحِ السّارينَ
قافلةً
وقسّـموها على السُرّاقِ
واجتزأوا
ما كانَ منهم لها حامٍ
ليحرسَهـا
وكم بكوهـا دماً
مذ كُذِّبَ النبأُ
هم ألبسوها قميصَ الإثمِ خاطئةً
ولحظة الرجمِ
هم في قتلها ابتدأوا
واليوم صاروا بلا أمٍّ
بلا نسبٍ
تاهوا عن البيتِ
حتى استفحلَ الصدأُ
صبّوا الكؤوسَ مراراتٍ
وأفئدةً
وخُصِّمَ الحبرُ
مذْ كفَّ الجفا قرأوا
واليومَ يمشونَ خلف النعش
غربتهمْ
عباءة الريح أفشى سرَّها الخطأُ
بيروتُ قومي هدير العز من دمنا
أنتِ الأصيلةُ
والباقونَ قد طرأوا
ضياع
دربي على سطر القصيدة
شائكهْ
وجميعُ من حكموا البلادَ ملائكهْ
وأنا وإبليس الهواجسِ
صحبةٌ
ندري بأنّ الأرضَ حتماً هالكهْ
سحبوا البساطَ فلا طريقٌ
هاهنا
مذْ قسّمونا هاجَراً
وبرامكهْ
مذْ أوكلوا للريحِ تحصي
جمعَنا
مذْ كرّسوا أنّ المصيرَ مشَارَكهْ
مذْ أكدّوا أنَ البيادقَ
تنحني
كرمى ملوكٍ بالرعيةِ فاتكهْ
لي دمعتانِ
وصرختانِ
وخاتمٌ
أعطاهُ هارون الرشيد لعاتكهْ
ولشرفتي البلورُ
يفشي سرَّها
ويُبيحُ بيتي للطيور أرائكهْ
أنا أنّةُ العكازِ يثقلُ
كاهلي
أبكي ومن خلفي جموعٌ ضاحكهْ
أنا بحّةُ الناياتِ شقّتْ ماءها
تشكو لنهرٍ
قد أضاعَ مسالكَهْ
حسبي ملكتُ من الحياة قصائدي
لما وجدتُ الحبرَ
ضيّعَ مالكهْ
الهطول
صاحَ بي قهري اْْشتعالي
من فتيلي
فاستعرْ يا غيثُ وابدأ بالهطــولِ
قد شهدنا الدهرَ
أعواماً عجافاً
وتمادينا على دربِ العويلِ
لم يعدْ في الحقلِ
للمرعى سبيلاً
والجرادُ المرُّ لم يرحمْ حقولـي
والرياحُ السّـودُ
قد سادتْ دهوراً
فمتى يا شمسُ أمضي في سبيلي
إنني أطعمتُ هذا الشعرَ
قلبي
وسقيتُ الناسَ حبّاً سلسبيلي
وامتشقتُ العزَّ راياتٍ
لتعلو
وقفةُ الأحرارِ في الوقتِ الذليلِ
يا بني أرضي أنا
جرحٌ وحرفٌ
كلما أُدميتُ أعلو من أفولي
أحتسي نهرين من حبرٍ
لأحيا
كي يشقَّ البرعمُ العالي ذبولي
وأذيبُ الصمتَ
في صوتي
بحارٌ
كي يضمَّ الكلَّ في الدنيا قليلي
لم أُردْ مجداً وسلطاناً لأسمو
جيشيَ الأوزانُ
والمعنى خيولي
ورفيقُ الروحِ
رحمانٌ رحيمٌ
كانَ في طيشِي وصبْواتي خليلي
لم أكنْ ظلاّ
لآياتِ التمني
أنحني خوفاً على درب المثولِ
صورةُ الرحمن في روحي
قوافٍ
حوّلتني اليومَ صنوَ المستحيلِ
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه