الدكتور طراد حمادة
……..هرة السيدة الشيرازية……
فيما السيدة تجمع اواني الفخار وترتبها على صينية القش الصيني..تنام القطة الشيرازية ذات الوبر الطويل على حرام الصوف . تعطس السيدة وهي تشتم رائحة توابل وغذاء شتوي في الخوابي العتيقة فتفتح القطة عينيها وتتمغط ثم تموء كانها ترسل نداء الشهية الى سيدتها التي راحت تشد على انفها الجميل الخمار الابيض الذي ابتاعته قبل ايام من سوق الجملة..كانت على عادتها في ايام الاحاد تذهب الى السوق لشراء حاجتها من الغذاء واللباس والهدايا والتبغ والعطور ..وكانت قبل شهر من الان قد اشترت قطتها من بائع الحيوانات الاليفة في السوق..كانت القطة بيضاء مرقطة بالنقاط السوداء مع الوان اخرى تشبه ثوب امراة من الجبال وكانت عيناها الزرقاوين تهتزان كرقاص الساعة..وكان لها شاربان صغيران وانف افطس ولها قوائم ممشوقة تنتهي بمخالب تخفيها تحت جلدها الناعم الى وقت الحاجة ..
وحين تقدمت المراة لتبازر البائع في ثمن القطة سالته عن اصلها..قال :قطة شيرازية ..وعن اسمها قال:يمكنك ان تختاري لها من الاسماء ما يليق بوبرها الناعم وعينيها الوقادتين ..واذا اردت اخترت لها اسما يناسب قوائمها او مخالبها او يستجيب لموائها الذي يشبه نداءات لاجساد تتباعد كشجر الغابات في الضباب الكثيف
اعطته ثمن القطة..ثم حملتها بين ذراعيها وابتعدت على مهل
قال صاحب الحيوانات الاليفة وهو يتابع خطواتها ترن في الزقاق الطويل .:..سيدة اشترت ظلها….
(من مجموعة قصص قصيرة جدا ..مخطوطة كتبت قبل ربع قرن ولم تنشر بعد …)
شاعر و وزير لبناني سابق
