أدب وفن
“قبل أن تقفلوا الباب وراءكم ” قصيدة الشاعر محمد علي سرور
قبل أن تقفلوا البابَ وراءكم،
قبل أن تُحكموا إغلاقه جيِّدًا،
خذوا رائحةَ أجسادِكم
صدى أصواتِكم،
خذوا دفءَ فراشكِم
ورمادَ مواقدِكم.
خذوا مشكاةَ قنديلكم
ومناديلَ دموعكم.
خذوا…
مرابطَ دوابِكم
مخازنَ قمحكم
رائحةَ خبزكم،
وحكاياتكم.
اقفلوابَ البابَ جيِّدًا،
وأتمّوا غيابَكم عن مطارحي…
عن صفنتي
وعن هديلِ جوارحي.
فأنا… أنا الماجنُ المنذورُ
للشتوةِ الأولى
لنسمةِ الصيفِ التائهة
لتغريدةِ العصفورِ.
أنا المنذورُ
لتمتماتِ الخمرِ في عروقِ الدوالي
لهمساتِ العشقِ في أحلامِ العاشقين،
أنا… المخمورُ بكؤوسِ شفقِ المَغيب
بلهيبِ جمرِ التوَّاقين…
أنا فوحُ البنِّ في رئةِ كادحٍ
وابتسامةُ الوعدِ على الثغرِ الحزين.
أنا العذبُ في وحدتي،
النقيُّ من ضجيجكُم،
امتشقتُ حنيني وأشواقي وشغفًا تعتَّقَ بي
كي أُتمَّ رسالةَ حبٍّ…
لم تكتملْ.