أدب وفن

“أبنائي “الثروة الأكبر”الصمت” باقة قصائد بقلم الشاعر عصمت حسّان

أبنائي

ما كنت عيسى ليُحيي الميْتَ
إبرائي
ولحظة الصلبِ أبكي ظلمَ أعدائي

ولستُ موسى تشقُّ البحرَ
معجزتي
وتفزعُ الكونَ جداّ شهقةُ الماءِ

ولا محمدُ قال الوحيُ أحجيتي
للعالمين
وسرُّ الكشفِ إسرائي

ولا كنوحٍ أنا، عليتُ
ساريةً
وصحتُ بالسيلِ كنْ بيتَ الأحبّاءِ

ولا كيونسَ بطنُ الحوتِ
بوصلتي
وشرفة البحرِ كانت
كلّ أنحائي

ثبّتُ في الشمسِ محراثي
وقافيتي
ورحتُ أنثرُ في حاءِ الحلا بائي

فبرعمَ الحبُّ قصداناً
وأغنيةً
وصارَ كلُّ عناقِ الشوقِ إنشائي

ما كنتُ من شاهقِ الأحلامِ
تهطلني
سحائبُ الوحي
من دمعِ الثرى مائي

أحيي المواتَ حروف الشعر بسملتي
وبلسمُ البرءِ
في بوحي وإصغائي

وأقطعُ البحرَ موسيقايَ أمنيةٌ
وكلُّ شطٍّ على الأحلامِ
مينائي

أسريتُ بالحبر نحو الغيمِ
أمنحهُ
كفّ الكراماتِ كي يسري بعنقائي

ولحظةَ الخوف والطوفانِ
أشرعتي
حطّتْ عليها عصافيري وأصدائي

وقلتُ للحوتِ كن كوخاً
لمن هربوا
من كثرة القهرِ ، كنْ ترنيمةَ الرائي

لستُ النبيّ وقلبُ اللهِ أرسلني
رسالتي الشعرُ
والعشاقُ أبنائي


الثروة الأكبر

اكتبْ سنينَ العمــرِ والأحلامَ
وأمْـحُ
ما بين أمسٍ قد مضى واليومَ جرحُ

واشربْ نبيذ الوقتِ يقتلْكَ الظمى
ما همَّ طولُ النومِ
تنهضُ في غدٍ والروح تصحو

واجمعْ كنوزَ الأرضِ في لئلائها
كلُّ الجمالِ وإنْ تشـا
ذلٌّ وقبحُ

لا المالُ يعطيكَ الهناءَةَ
والرضى
لا الجاهُ حين النائباتُ غداً تلحُّ

كنْ للفقيرِ رغيفَهُ الجوعانَ
كنْ عكّازةَ الأعمى
فخيرُ التبرِ قمحُ

لو جفَّ في رحمِ الترابِ
ففي غدٍ
تعلو السنابلُ حينَ كفُّ الخيرِ صرحُ

وازرعْ ضميركَ كالورودِ
فعطرُها
يعطي الفضاءَاتِ الغنى لمّا تشـحُّ

واسكبْ ينابيعَ المحبةِ
مقلةً
تبكي إذا لمحتْ جريحاً
فالوفا المبذولُ لمحُ

كم قد تعبتُ مع الحياةِ
ومرّهـا
ورضيتُ أنّ العمرَ أتعابٌ وكدحُ

وعرفتُ أصنافَ الثراءِ
وزهوهـا
وثملتُ أحياناً بأنّ المالَ ربحُ

واليوم زهدي بالحياةِ
عقيدتي
وقصيدتي سفح السّنا لو ضاق سفحُ

وعرفتُ أن البذلَ
أكبرُ ثروةٍ تُعطى
وأنّ الخير إشراقٌ وصبحُ


الصمت

لأظنُ هذا الرملُ لي دربٌ
وهذا القفــرُ بيتْ
وأظنُّ هذي الأرض واقفةٌ على شطآنِ ليتْ

إنّي لكثرة ما وجدتُ العتمَ يلحقني
ويأكلُ خطويَ الممهورَ بالمصباحِ
في جمري احتميتْ

إني لشدّةِ ما خنقتُ الآهَ في صدري
انكويتْ

كم بعتُـني في عالمِ الأخيارِ قنديلاً
وجفّ الضوءُ في قلبي
وما أبقيتُ زيتْ

كم ضقتُ ذرعاً بالحياةِ
بإخوةٍ في البؤسِ ضاعوا واشتكوا صبري
ولكنْ ما أشتكيتْ

أنا كلما دانيتُ آخرتي
أراودُ شهقةَ المصباحِ أخبرها ابتديتْ

أنا كلما عطشِتْ إلى الأشواقِ
هذي الروحُ
أشربُ نهرَ قافيتي سحاباً من نزيف الفكرِ
أشربُ ما ارتويتْ

أنا لحظةَ الميلادِ غادرتُ القصيدة للحياةِ
وخنتُ مهدي باقتراف الشعرِ
كي لا تهمسُ الأسرارُ: ميتْ

أنا حينما الآلامُ هدّتْ هامشَ الأحلامِ
قصرَ الوجدِ
في نبضي اختبيتْ

علّقتُ فوق الريحِ راياتي
اشتعلتُ بفكرةِ العنقودِ
هذي الأرضُ أقداحي
وهذا الشعر خمرُ الروحِ
من صمتي اكتفيتْ


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى