نص أدبي/ بقلم الكاتبة رندة رفعت شرارة
الساعة لحظة الكتابة : الخامسة وعشر دقائق من عمر هذا اليوم
المكان: مدينة آمنة خلف البحار
الحدث: عاصفة ثلجية لم نشهد مثيلا لها منذ سنوات
للرياحِ حولنا صوت لم نعهد سماعه بهذه الشدّة، كاسحات الجليد تجوب الشوارع الرئيسية والثلج ينقر على النوافذ كأنه يستأذن الدخول هرباً من البرد..
رغم أن الصباح لم يؤذن بعد، إلا أن ضباباً أبيض اللون يلّف المدينة وكأننا في حفل أضواء تتسابق على استحسان الجمهور وتنتظر التصفيق لها لشدة جمالها
هي نظرة إلى الحياة من وجهة نظرٍ مختلفة، هي أن نعيش اللحظة بفرح رغم قسوة المشهد فنحن هنا نستمتع بالدفء في عزّ العاصفة بينما في العالم آلاف البشر يرتجفون من البرد والحرمان، ونحن في مدينة تحضّرت للعاصفة وانتبهت قياداتها لأدق التفاصيل فجهّزت فرق دفاعها لمواجهة الحدث وجنّدت إعلامها لتحذير الناس منذ أيام ووجهت الإرشادات المناسبة لهم ، وها نحن على مدار الساعة نتلقى الرسائل التحذيرية من إدارة الرصد المناخي عن كيفية التعامل مع الواقع
غصَّت متاجر المدينة يوم أمس بالمتسوقين الذين تلقوا التحذيرات وخرجوا تجاوبًا معها. لم أر هذا الكم من المتسوقين ولا هذا العدد الكبير من السيارات في المواقف الا في فترات الأعياد .. أشتريت الشمع ( للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما) وبعض المواد التموينية وشحنت الأجهزة الإلكترونية تجاوبا مع التحذير من انقطاع التيار الكهربائي..
أعلم أن عددا من المواطنين سيتأثر بالعاصفة، خاصة من تضطرهم الظروف المختلفة للخروج هذا اليوم، لكن أحمد الله أننا في بلد يواجه الأزمات قبل حصولها ويتعامل معها بمهنية عالية
أترك العُبرة لكم!!
رندة رفعت شرارة