أدب وفن

طرفة أدبية من كشكول الحكايا

من ذاكرةِ “الشّاي خانة” الشّراريّة:

كتب الشاعر حسن علي شرارة


فتحَ الأديبُ حسين شرارة “أبو طلال” بابَ العصرونيّةِ، فعمُرتْ جلسةُ الشّايِ، وراحتْ أناملُ روّادِها تُداعبُ خواصرَ “كاساتٍ” عجميّةٍ، ولُمى شفاهِ الشّاربينَ تتلذّذُ معَ كلِّ رشْفةٍ. فيهتفُ الأخُ “الأديبُ” عبد اللّطيف شرارة “أبو وضّاح”: سلّم اللهُ يدًا* سلّمتني كأسَ شايْ! فينبري الأخ الأكبر الشّيخ محمّد شرارة “أبو إبراهيم” مرنّمًا: منْ فمِ الإبريقِ لمّا انسكبتْ* لثمتْها مُقلتي قبلَ فمي! فتتأوّهُ الأختُ المُربّيُة الأديبةُ سُكنة شرارة ” أمّ شادي” صادحةً: الله! الله! فيُرندحُ زوجُها الشّاعر إبراهيم شرارة ” أبو شادي”: غادةٌ بدرٌ منوّرْقدّمتْ شايًا مخمّرْ.. فيصرخُ الأديبُ حسن شرارة “أبو عماد”: زدْني يا أبا طلال، أقلُّها ثلاثة، وما زادَ فغثاثة، فيردفُ الشّاعر حسن شرارة “أبو كفاح:: نصابُها تسعُ استكاناتٍ، فيقولُ الشّاعرُ تحسين شرارة “أبو مهاب”: أقلّها ستّينْ، وما زاد ف “تحسينْ”، فيهتف الشّاعر أمين شرارة “أبو المأمون”: يسكرُ النّاسُ بخمرٍوأنا بالشايِ أسكر!
ولجَ الشّاعرُ الفذّ موسى الزّين شرارة، وحينَ قدّموا لهُ الشّايَ، قال: أنا كنتُ في زيارةٍ، وشربتُ ما فيهِ الكفاية، ولكنْ لا بأسَ من أن “ألحلحَ” فمي بأكثر من استكانةٍ، لأزيلَ طعمَ الشّايِ الّذي شربتهُ حيثُ كنت!
يُشاكسُ الأستاذ جواد “ابو باسم” على أخيه” أبو طلال” ويقول: نكهةُ الشّايِ مزغولةٌ بنكهةٍ غريبةٍ عن سلالةِ الشّاي الفاخرةِ: “الولد، وأنطون باش”، ووخزَ دبُّوسَ اعتراضِهِ في صدرِ الجلسةِ …
تأفَّفَ “أبو طلال” من أخيه وجاره في آن، وتحيَّنَ فرصةً، وبلمْحِ البرقِ فتحَ خزانةَ المطبخِ وتناولَ علبةَ الشّايِ، وعادَ أدراجَهُ فلا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعتْ ..
قرعتِ العصرونيّةُ جرسَ انتهاءِ الجلسةِ، فختمَها “أبو باسم” على عادتِهِ، وعيونُ الروّادِ تترصّدُهُ وتترقّبُ ردّةَ الفعلِ على الكمينِ المُحكمِ، ومعَ الرّشفةِ الأخيرةِ سدَّدَ خرطوشةَ اعتراضِهِ، فانبرى “أبو طلال” قائلًا: “اسْكُتْ هذا الشّاي من عندِكْ ما بِحِقْلَكْ تِحْكي”..
عاجلَهُ “أبو باسم” ببداهةٍ خاطفةٍ: مِشْ مُهِمْ الشاي، المُهِمْ كَمْشِةْ الإيدْ..
قهْقَهَ الحاضرونَ ودُوِّنَتْ الطُّرْفَةُ في كشْكولِ الحكايا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى