أدب وفن

خطيئة أنثى/ بقلم الشاعرة رانية صفاوي

خطيئة أنثى

عجبًا.. وتملأني الحياةُ عُجابا
ألقتْ على تعبِ العيونِ خِطابا

قبل التقدّمِ والتّراجعِ خَطوةٌ
كشفتْ لروّادِ الدّروبِ نِقابا

أنا محضُ أنثى قد تَغيّبَ صوتُها
في كلّ نُطقٍ تستزيدُ عذابا

أنا ما خبرتُ البُعدَ كانَ مدينتي
كلُّ الجهاتِ تشدُّني إن غابا

أنا منهُ نبضٌ والتناقضُ مِيزتي
كلّي وبعضي فيه حنّ وذابا

قد ضاعَ كُنهي في سماءِ وجوده
وعلى حدودِ الغيمِ بتُّ ضبابا

ونسيتُ وجهي مذ فقدتُ بصيرتي
وتبعْتُ إثرَ السامريِّ غيابا

أمشي على قلبي و فكري غيمةٌ
سَكَنتْ بعقلٍ قد أضاعَ صوابا

أعمى المسافةِ قد أضعتُ خريطتي
ذُقتُ الشتاتَ وما عرفتُ إيابا

وأَعدتُني للأمسِ بعدَ جريرتي
وعرفتُ معنى أن تكون سرابا

وأصابني كلّ العذابِ كأنّ بي
مسٌّ من الماضي القديم عقابا

بي شهقتانِ وبي أمومةُ عاقرٍ
أقتاتُ مرَّ الشوقِ حضني شابا

أضفي لهيبًا في رويّ قصائدي
في سكرةٍ والعقل عندي آبا

ما زلتُ أعثرُ في خطاي لأنني
غادرْتُ دفئيَ واستحلتُ يبابا

فأنا الخطيئةُ قد كفرْتُ بطيبتي
أجثو على شوكِ النّدامةِ بابا

ولقد صَلَبْتُ لأجل حبٍّ دمعتي
فالصّلبُ في دربِ المَحبةِ طابا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى