قراءة د.عماد الحيدري في ” آثار شفاه على الجسد” للشاعر بلال المطيري

تقديم الدكتور عماد الحيدري لمجموعة بلال المطيري الشعرية
( آثار شفاهٍ على الجسد)
في بحثها الدائب عن الإشراق والتوهج تسعى قصيدة الشاعر الواعد، بلال المطيري إلى لملمة أفكارها المتعددة في قالبٍ صياغي واحد رغبةً منه في رسم ملامح خاصة بقصيدته المنحازة نحو. الجدة والإدهاش. وهي بهذا تحاول جاهدة إلى أن تجد لها مكاناً جديراً بألقها وسط عالمٍ مليءٍ بالمتغيرات. فالشاعر يهتم بالصورة الشعرية بأشكالها إلاستعارية والكنائية والمجازية وبتوظيفٍ يتوخى فيه تحديد الخطوط العريضة التي لا تحتمل. الحشو الزائد وتنشد العلاقات الدلالية الجديدة مما ينبئ عن مقدرة شعرية سيكون لها شأن في عالم الكلمة الصادقة التي تحتمل التأويل المتعدد.
من هنا فإننا أمام طاقةٍ موشومةٍ بالخيال وكنانةٍ لم تفصح عن كل مافي جعبتها من سهام وقد وجدت في واحة التواصل الاجتماعي ميداناً رحباً لا ستعراض مفاتنها وهي الواحة التي يمكن أن تعد حلبةً لاختبار التجارب الشعرية الشابة فضلاً عن التعرف على مستويات التفاعل الجماهيري معها. في هذه المجموعة (آثار شفاهٍ على الجسد) سنبحر في عالم هذا الشاعر الذي أفاد من خصائص قصيدة النثر وسنرى أنه اطلع على نماذج مشرقة من نتاجات رموزها فمنحتهُ قدرةَ على التعبير وقوةَ في الأيحاء وخصوبةَ في المعنى حتى أصبحت الصورة المشرقة والمعنى المكثف هما جناحاه اللذان بهما يطير.

وفضلاً عن هذا وذاك فإنه انطلق من ذاته ونرجسيته العالية شأنه في ذلك شأن كثير من الشعراء الشباب إبان انطلاقتهم الأولى ليجعل من الذات حلبة صراع مع الآخر ومع الأشياء الأخرى بحثاً عن مكانٍ مائز لها وسط التحديات الكونية على مستوى الفن والحياة. ثم ما فتئ أن ابحر في عوالم اخرى
ولا سيما الوطن والحبيبة وغيرهما من الموضوعات التي كانت اغلب نصوص مجموعته هذه تصب في مصبها لغةَ وافكاراً وشعوراًَ
دعونا نسرح أخيلتنا في عالم هذا الشاعر متبعين آثار شفاهه التي طبعها على جسد الشعر علّنا نحتفي معكم بولادة شاعرٍ من أحشاء القصيدة جاءت بعد مخاضٍ عسير..