أدب وفن

وحلَّقت الطّائرة بالمالكِ الحزين/قصة قصيرة/ بقلم الشاعر أ. ماهر العبدالله

يودع الشمس بابتسامه جميله ، ويستقبل الصباح بابتسامة أجمل ، عشقه البحر ، حلمه السعاده ، عائلته كل حياته ، لأجلهم يعيش ، يأسره الفرح كلما سمع ضحكة طفلته ، راضٍ بما قسم الله ، بيته الالفة والمحبة … والهناء …
ذات يوم ، تلبدت سماء حياته بالغيوم ، وهطلت أمطارها همّاً وخوفا على المصير ، فقد عمله مرغماً ، الفرص تضاءلت ثم انعدمت ، ولم يبقَ أمامه سوى الهجرة…
زار معظم السفارات ، قدم كافة الطلبات ، وكانت النتيجة الرفض ، فسرى اليأس في عروقه ، وقرر التقدم بآخر طلب .
دقق المسؤول بمستنداته ، ونظر اليه بدهشة واستغراب قائلا : ما هذا ؟؟
والقى الصور المطلوبة أمامه ، فإذا بها صورٌ لطائر مالك الحزين .!!!
فكر قليلا ، ثم أجابه : هذا أنا سيدي .
الموظف أصابه الفضول وسأله أن يوضح الأمر فقال :
هذا الطائر يعيش قرب المستنقعات والبحيرات الصغيرة ، لا يفارقها أبداً ، وإذا ما أصابها الجفاف ، يطأطئ رأسه بحزن شديد ، ويقتات حزنه .
يا سيدي ، بلادي بحيرةٌ جفَّت ، وأنا ذلك الحزين مطأطئ الرأس الذي يبحث لعائلته عن بيت وطعام ونورٍ ومدرسةٍ ودواء …
قبل أن ينهي كلامه كانت تأشيرة الهجرة موسومة على جواز سفره .. وحلقت الطائرة بمالك الحزين .. !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى