رمضان مدرسة للأخلاق
رمضان مدرسة للأخلاق
بقلم عدلا سبليني زين*
نعيش اليوم في أيّام مباركة، في شهر مبارك، هو خير شهور العام، شهرٌ فرض الله فيه على المؤمنين الصيام، وجعل للصائم سمات وخصائص يتميز بها، وما أحوجنا إليها في زماننا هذا رغم كثرة الصائمين، ومن تلك السمات حسن الخلق.
حثّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم المؤمنين على حسن الخلق وشجّع عليه فقال: “إنّ من أحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا”.
فلا بد للصائم أن يدرّب نفسه على حسن الخلق ومكارم الأخلاق حتى تصبح من سجاياه ويصبح مطبوعاً على الفضائل.
ولحسن الخلق صور كثيرة، منها الابتعاد عن فحش الكلام والسباب والشتائم والكلام البذيء، فالصائم لا يتحدث إلا بخير، وعينه لا تنظر إلى الحرام ولا تعتدي على محارم الآخرين.
حسن الخلق يعني أن نكون رفيقين بالنّاس كبيرهم وصغيرهم، نتواضع لهم ولا نتكبر عليهم، فتحصيلنا العلميّ ومركزنا الإجتماعيّ بالغ ما بلغ من العلو والدرجات ليسا سبباً للترفع على النّاس، فقيمة الإنسان ليست بماله ولا جاهه، بل بما اكتسبه من قيم وأخلاق ومحبّة للنّاس.
حسن الخلق يعني أن نتجاوز عن زلات النّاس فلا نبطش بمن أساء إلينا بل نعفو ونصفح.
حسن الخلق يعني أن نحسن إلى جيراننا، ونكرم ضيوفنا، ونوقّر كبيرنا، ونرحم صغيرنا.
حسن الخلق يعني أن نترك الكذب وقول الزور والعمل به.
حسن الخلق يعني أن يراعي الموظف وظيفته وأن يراعي ربّ العمل موظفيه ويتقي الله فيهم.
حسن الخلق يعني أن يحترم الطالب أستاذه وأن يتمم الأستاذ تعليم تلميذه على أكمل وجه.
حسن الخلق هو الأساس في تماسك المجتمع واستقراره وهو الذي يزيد من حرص الأفراد على مجتمعهم.
حسن الخلق هو المنظّم للعلاقات الإجتماعيّة بين أفراد المجتمع، فتسود المحبّة والموّدة بينهم ويزيد من التعاون والتكافل.
حسن الخلق يساعد على مواجهة التحديات والصعاب والأزمات بين أفراد المجتمع.
لذلك كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:«اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت، واصرف عنيّ سيئها لا يصرف عنّي سيئها إلا أنت» (رواه مسلم).
* رئيسة مؤسسة الدراسات والتنمية والعيادة التربوية