هذيان منتصف الليل بقلم الكاتبة سمية تكجي

منتصف الليل… كل شيء يبتلع نفسه تدريجيا حتى يتلاشى… ثم تستيقظ رويدا رويدا أرواح كل الأشياء غير المرئية فجأة بكامل أناقة الغياب و تطير بنعومة عارمة وكان اجنحتها تسبح في ماء فقد جاذبيته… الآن اسمع طنين أذنيّ كنحلة شرهةإختارت دوام الليل لتغير على ورود داعب اجفانها النعاس ، و دقات قلبي التي تتنافس مع دقات ساعة الحائط… و حتى انفاسي تخرج طازجة من رئتي …لدرجة تجعلني اشتهي رغيفا ساخنا ، و أمامي اوراق بيضاء لم يعكر صفوها إلا فكرة متمردة تبحث عن ثقب ضائع …لا شهية لي على الكتابة ، سأجرب حظي مع الرسم ، رسمت رجلا ، وجهه ، يديه ، و انا احاول ان ارسم رجليه كان يتعثر و يقع ، فامحو ثم أعيد الرسم ….تركت الأوراق جانبا و حملت كتابا قديما كنت تركته عندما قرر بطل القصة السفر و غرقت بين صفحاته… بينما كنت كذلك عثرت على ضالتي…وجدت رجلي الرجل …عدت بهما و اكملت لوحتي….!!!