أدب وفن

الإعلامي رضوان بن شيكار يحاور الشاعرة هدى غازي

أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم الشاعر رضوان بن شيكار

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.

ضيفة حلقة الأسبوع الأديبة اللبنانية هدى غازي

  1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟

كاتبة لبنانية أكرمني الله بنعمة وحملني رسالة رفض للخلل المتسكع في أزقة الواقع الانساني والاجتماعي والسياسي وكلما اشتدت برودة الصمت من حولي تمرد الحبر في قلمي وثارت حروفي نصرة للإنسان

  1. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟

حديثا بدأت بقراءة ” الست هدى ” لأحمد شوقي وهي مسرحية شعرية جذبني عنوانها للغوص باحداثها
ويصعب اختيار كتاب واحد من واحات الكتب التي رفدت سواقي الفكر على مر السنين فلكل كتاب لمسة سحر مخملية قد تبرز في الموضوع أو الاسلوب او المغزى

  1. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟

نحن لا نكتب الشعر ..الشعر يكتبنا ولا نقطف أزهار القصص فجذورها تنبت في مساحات تفكيرنا وتترعرع فيها الى أن يحل موسم الحصاد
بدأت الكتابة في المرحلة الدراسية المتوسطة واكتب لعل صهيل الحرف يخفت أبواق النفاق ويوقظ الضمائر الغافية تحت ظلال المصالح
اكتب لنصرة وطني الجريح وشعبه المقيد بسلاسل الغدر والفساد
اكتب كي لا يموت الحق فينا فتبكيه الأيام وتُبكينا

  1. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟

بيروت تسكنني والقاهرة تحييني وما زال نسيم الشوق يشدني إلى عمان ورغبة في القلب تدفعني لرؤية وجه بغداد المبجل واكتشاف معالم القدس حلم لا يؤجل
ويستوي الحب والحنين على مشارف دمشق وتونس والرباط والجزائر والخرطوم والرياض فجميع عواصمنا العربية وجهة للعين والروح حتى يحين موعد اللقاء ..

  1. هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟

الرضا مألوف والاكتفاء مكفوف فالروح الشعرية الجامحة في عطش دائم لكل ما هو جديد وانتاجي القادم بعد ” رحيق الذكريات ” و”نسائم لبنانية ” و “شرقية الخطى” هو سلسلة قصص قصيرة من رحم الواقع

  1. متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟ زواجنا أبدي ولن اعتزلها فعشقها تغلغل في مسامات الروح وهي الحضن الذي تترامى بين أضلعه أحزاني ومسراتي
  2. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟

رواية ” عائد إلى حيفا” للمبدع غسان كنفاني هذه الرواية التي ترجمت إلى عدة لغات وحولت إلى أعمال درامية ومسرحية وجسدت وجع ومعاناة الشعب الفلسطيني وما زال وقعها استثنائيا
أما عن طقوس الكتابة فالعزلة والهدوء أمران بديهيان للكتابة وعندما يخيم الصمت وانفصل عن الواقع يتجلى صفاء الفكر وتتدفق الكلمات وسط اوراقي المبعثرة وكتبي المتناثرة من حولي
الليل ملهمي بلا منازع يطمئن لسكونه صدري وتخطفني ساعاته حتى بزوغ فجر الصور وانعكاس نورها على الورق

8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟

من يغرد خارج السرب مصيره السقوط والتحليق من شيم اصحاب الرسالة الهادفة فاقلامنا أمانة في أعناقنا
وان لم نستخدمها لنصرة الحق والانسان ستشهد علينا في آخر الزمان ..

  1. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟

العزلة الاختيارية ملاذا للالهام وقد يدمنها الكاتب بارادته ويفرد في فضاءها أجنحة قريحته فيعبر بخياله مساحات شاسعة أما الجبرية ان فرضتها الظروف الكونية الاستثنائية كما حدث أثناء جائحة كورونا فهي لا ارادية وقد ساعدت على تفريغ الشحنات لدى العديد من الكتاب ولكن العزلة الجبرية القسرية التي يفرضها الانسان فيها قمع لاضواء الحرية وبالتالي فهي تكبح الوعي والرغبة في العطاء

  1. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟

“عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” ملهم هذه الأمة وميزان عدلها ومنصف الفقراء
في ظل كل ما ارهق عروبتنا وشوه معالم الانسانية يجتاحني شموخه وعظمته ورأفته بالضعيف وكم نحن بحاجة للعظماء في هذا الزمن كي يعيدوا رصف صفوفنا العوجاء ..

  1. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟

لا شيء يا صديقي ومن فينا حياته خالية من العيوب حتى لو اعاد صياغتها فمن لا يخطئ لا يتعلم والقناعة مناعة بوجه ال ” يا ليت ” لذلك أقول الحمدلله على كل تفاصيلها صغيرها وكبيرها ..

  1. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟

الفقد لا يطاق وحين نفقد الاشياء ترافقنا الذكريات فنشعل شموعها الجميلة ونخفت النور في ممرات الذكريات المريرة كي تمر صورها مرور الكرام

  1. صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن مجموعتك الشعرية الصادرة مؤخرا “شرقية الخطى” . كيف كتبت وفي أي ظرف؟

كل ما حولنا من صخب يدفعنا للكتابة وللشعر أجنحة حرة تكسر قيود الالتزام وترسم لكل شاعر طريقه
فيزينه بورود الحب والأمل ويسيجه بأسلاك الواقع والألم
والقصائد قناديل تستمد نورها من مسرح التفكير فتحاكي الزمان والمكان والمشاعر بصفائها وهبوبها
بانفتاحها وانعزالها
قد تكون القصائد ذات إيقاع هادىء وقد تحمل في صورها امواجا هائجة يحتار في تحليلها القارىء لكنها تجسد حالة الشاعر النفسية
تتأجج الصور بأشكالها ومفرداتها وينفرد كل شاعر بإسلوبه وكيفية صياغته للمواضيع من قريب أو من بعيد
” شرقية الخطى “
هو ديوان لامست صور قصائده طبيعة الحياة المعيشية الاجتماعية والعاطفية فتبسمت نصوصه الغزلية وثارت نصوصه الوطنية في مواجهة الأزمات
وبين الحب والوطن مساحة للتأمل في تجارب الحياة
نستخلص منها الحكم والحقائق المتوارية خلف ستائر الوقائع فينبثق منها الشعر بأنغام مختلفة
غلاف الكتاب تقدمة الفنان التشكيلي العراقي المبدع عباس العتابي ومقدمة الكتاب كتبتها الشاعرة والإعلامية اللبنانية أمل ناصر وصمم الغلاف الشاعر اللبناني والفنان يامن صعب وتمت طباعة الكتاب في دار البيان العربي للطباعة والنشر

  1. الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟

هناك فرق يا صديقي بين جرأة المرأة المنبثقة من ايمانها بالمساواة وبحتمية حصولها على حقوقها الشرعية والاجتماعية والعملية وبين تطاولها على المقدسات وجل ما تحتاجه المرأة هو اعتراف من الطرف الاخر ببراعتها وبقدرتها على نصرة الأنا الأنثوية مهما ارتفعت بوجهها قلاع التحديات فالمرأة قادرة على تخطي كل العقبات وقد اثبتت ذلك بريادتها وتفوقها في كافة المجالات

  1. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟

نحن أبناء هذه الأرض ،شيمتنا الإنسانية ولو تسلحت كتاباتنا وأعمالنا بمبادئها لما تعرض مخلوق على وجهها للمعاناة
لا نحتاج الى كتابات ابداعية بل نحتاج الى كتابات سحرية ومؤثرة توقظ أعين الضمائر وتحقن الحقائق في اوردة القراء

  1. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟

بنظرة إيجابية كانت جواز سفر عابرا للقلوب والمسافات دون حاجتنا الى تأشيرة ومقدمات

  1. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟

على الصعيد الأدبي لكل مولود جديد اشراقة حياة
وعلى الصعيد الوطني فاجعة بيروت ما زالت تقتلني
لمخلفات الحرب والدمار وجع لا تشفيه الاعذار…

  1. كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه ؟

بعد التحية والشكر لك استاذ رضوان ولجميع المتابعين والقراء .. أقول : عندما نرى فواصل العمر أوشكت على النفاد يبحر لسان الشوق في بوحه ويأبى ان تطوقه الهزائم ولو أتقنا زخرفة البدايات لما فاتنا الوقت خلسة وسمح للشوك ان ينبت في علاقاتنا
لننشر عطر الحب أينما كنا به تكتمل الروايات السعيدة ومن دقيقه نخبز رغيف الأمن والسلام ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى