لمنْ سأقولُ/ بقلم القاصّ محمد حسين

لمنْ سأقولُ
لمنْ أرتّبُ طاولتي ؟
أيُّ ورقةٍ أختارُ في زحمةِ العبثِ ؟
أيُّ فنجانٍ أحتسي في فوضى الحواسِّ .
لا حبَّ في الحبِّ
لا أرضَ تتّسعُ لشهوةِ امرأةٍ لامسَها ضجيجُ القلبِ .
لمنْ سأقولُ رؤيايَ
للشّوارعِ اليتيمةِ
أم لوسائدِ الأحلامِ؟
لمنْ سأقولُ عن سلّمِ البداياتِ الغارقِ بكميّاتٍ من البخارِ الّلزجِ على وجهِ أوراقي ؟
هو يشبهُ أجسادَنا المائلةَ إلى الاصفرارِ قليلاً.
لماذا نشتري الأحلامَ المعلّبةَ من ثلّاجةِ الموتى؟
سأسيرُ في شوارعِ القلبِ قليلاً
قليلاً جدّاً
أبحثُ عن حفنةِ زعترٍ لفمي المصلوبِ على جدارِ الغرفِ السّريّةِ.
أبحثُ عن فمكِ الّذي فقدَ شهيّةَ القهوةِ الصّباحيّةِ عندما انهمرَ المطرُ مُثقلاً بصراخِ الطّعناتِ..
أبحثُ عن طعمٍ آخرَ لقطعِ الدّمِ المثلّجِ فوقَ شفاهكِ السّاقطةِ خلفَ الأفقِ.
لماذا كلُّ هذا السّرابُ ..التّرابُ .. الفراغُ… في مفاتيحِ أبوابكِ ؟
تعالي نفتحُ صندوقَ الوهمِ
لنبيعَ تلكَ الوجوهَ المسطّحةَ باقةَ عشقٍ
تعالي نمارسُ لعبةَ القبلِ تحتَ تفاصيلِ القمرِ.
فأنتِ الخارجةُ للتّوِّ من رخامِ أضلاعي
وأنا الذّاهبُ للتّوِّ إلى أتونِ قصائدكِ..