الشاعر و الأسطورة / أدب/ الشاعر زين الدين ديب

الشاعر والأسطورة
لحزنك دلالات مفرحة
لولا متعة الفرح ما كبر الحزن!
هذا ما تقوله الأسطورة:
حين أدركت “ايكو” الحزن، حوّلها “بان” إلى صدى.
إحتارت أختها “بيتيس” وهامت خلفها، فاشتعلتا بالترحال.
أدرك الإله “بان” أنهما يبحثان عن ظلّيهما…
فحوّل “بيتيس” إلى شجرة صنوبر كبيرة تغمض أكوازها
حتى توزّع حزن أختها على السناجب.
إمتلأت الغابة بالصدى وأكواز الصنوبر.
وقف الإله “بان” على حدود الغابة.
رأى عرس الزهر،ولم ير عروساً.
أحس الصمت….
سمع سأسأة الغدران… وعويل المطر.
أحس بموجز لوجع كبير…
أصم ألوقت بعضاً من أطرافه…
ففرد التراب بحثاً عن الفرح!
في هدأت ألصمت، لم يسمع عزفاً يتيه به عن الزمن!
فحول “سِرِنَكس” أخت إيكو الثالثة إلى ناي ذي سبع شعب.
دخل عاشق ارتداه الحزن إلى الغابة، وجلس تحت شجرة لوز
خلع ياقته فضاع الشبه بين ملامحه والألم!!!وأخذ يتمتم:
“إن حظي كرماد…….فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة…………يوم ريح اجمعوه
إن من أشقاه ربي…….كيف أنتم تسعدوه”
هاتفه عقله:
“الحياة المبنية على امرأة هي مكتملة الأحزان”
فقال:
“الحزن يأتي حين تغادرنا الأحلام”
عزفت سرنكس تجرِّح السكون ببحّة أنغامها…
هطلت الأمطار… وتجلى الندى على الورد.
إتسعت ضفاف الجداول…
تكحّلت عيون المهى…
فابتسمت الطبيعة.
تبخر الحزن، وغنت الجنادب نشيد الفرح.
سمع ضفدعاً يقول:
“الفرح يبلّل أوراق الحزن بالعطر”.
تململ العاشق الحزين ….كتب حروفاً تنزف وجعاً.
سحبه لسانه من جرحه فأنشد:
“لا تشغل البال بماضي الزمان….ولا بآتي العيش قبل ألأوان
واغنم من الحاضر لذاته ……..فليس في طبع الليالي الأمان”
إجتمع مع بعضه في منتصف الفرح
لكن” سرنكس” أجهشت بالدمع لأنها رأت عاشقا
يحبس دموعا في عينيه من الفرح فظنته ما زال بين أشداق
الشقاء والألم فقال:
الفرح ثرثرة على جدار القلب
سمعتُ حورية تنادي:
فلنغتسل بعشقنا أيها الحزين حتى ينبت الفرح!!!