أدب وفن

راقَهُ لونُ الصباحِ / بقلم الشاعر ماهر العبدالله

راقَهُ لونُ الصباحِ ،
بعدما الليلُ استراح ..
تسلّقَ أهدابَ الشمسِ
واحتمى بجنونِ شَيْبٍ مَهيب .
شردت فكرةٌ من خيالهِ وهوتْ ،
جرحت أديمَ الأرضِ ،
فانسابتِ الأنهارُ تسابقُ المكان .

اجترحَ معجزةَ السفر .
ترجَّلَ عن أرصفةِ الإنتظار
تسلَّقَ أسرجةَ الماء
كانت الخيولُ من قصب
وافاهُ وجعُ الترحالِ قبل بدءِ المسير
فاختلسَ ضياعَ الوقتِ من براثنِ الزمن
سارعَ لتدوينِ مذكراتٍ نسيها وتناستهُ فالتاعَ لها .. وبها .
بُحَّ شوقُهُ مِنَ الصّمتْ ،
ولم ينبت الكلامُ في ربيعٍ بلا عمر
ارتمى في اوردةِ الماءِ وغفا ..
ايقظتهُ سمكةٌ ذهبيةٌ علِقتْ بشباكٍ صيادٍ عابِدٍ نصبَ كهفاً للأسماك .
اكتشفَ ذاتَهُ مرميّاً على عربةٍ تجرّها قوائمُ بلا خيول ..
كانَ أنينُ الدربِ يُربِّتُ على كتفيهِ باتجاهِ البيعِ … والشراء .
كانتِ الأسواقُ مُشَرَّعةٌ باتجاهِ الريحِ ،
والباعةُ حفاةْ .
وحدُه مالكُ الحزينِ يمتلكُ ناصيةَ الكلامِ ..
والمقام .
لم يتقن مسيرةَ الفهم .
اتّكأَ على صبرِهِ ومضى ..
ارتطمَ بمسافرٍ لم يلتقِهْ .
فقد حيرتَهُ على مفترقِ الغياب ،
فتعذّرَ عليهِ الاعتذار .
سمعَ المسافرَ يهذي :
كان لِليلِ قمرٌ ،
ثمَّ اختفى ..
انتظرَ مخاضَ الغيمِ لولادةٍ أنجبت تائهاً في زحمةِ الكُفر .
رجمَ التاريخَ بعراةِ الأفكارِ ، فانطلقَ فرسانُها في سباقٍ مُفترَض .
كانتِ الأحصنةُ من جهلٍ ،
والفرسانُ من لهب ..
عادَ الى صباحِهِ الممنوع ،
حضنَ شمسينِ بمقلتيهِ ، ..
وانزوى خلْفَ ارتعاشِ نجومٍ خائفةٍ من لصوصِ الأعمار … !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى