“يَا حُضْنَ أُمّي”/الشاعر. خالد جميل عوض. سورية

“يَا حُضْنَ أُمّي”
طفلةٌ تبحث عن أمّها التي ذاب لحمُها باللّهب ولم يبقَ منها شيء
يدلُّ عليها , فأين تبحث عنها ؟؟؟ من يُعيد لهذه البريئة حضنَ أمّها ؟؟؟
مَـنْ رَأَى أُمّــي لـيـتَ عَيْنـي تَـراهَــا
مَـنْ رَمـى قَلبي فـي لَهيبٍ رَمَاهَــا
أَطْعَمُـوا فَاهَ المـوتِ أُمّـي فَسَــالـتْ
لوعــةُ القلـبِ دَمْعَــةً فـي هَـواهَــا
وارتَمى الشَّوقُ في سريري فنادى
شمسَ عُمرِي كَي يَستَمِيلَ دَفَاهَا
قَطَّعُوهــا تحـتَ الرُّكـامِ فَنَالَــتْ
جَـنَّـةُ الـمـأوى قُبلــةً مِـنْ رِضـاهَــا
لُعبتِي نَامِي وَاحْضِنيني بِدَمْعي
ليسَ لِـي حُضنٌ بَعدَ أُمّـي سـِواهَــا
في سَـمَـا طَيفِي وَجْـهُ أُمّـي تَجَلَّّـى
يشتهي البَدْرُ طَلعةً في سَماهَـا
وَمِـنَ الأمـسِ ذكـريــاتٌ أَطَـلَّــتْ
أَلْهَبَتْ عَيْني مِـنْ حَنيـنٍ بَرَاهَــا
أَيْـنَ منّـي شُــعوبُ ضادٍ أَضَلَّــتْ
كيفَ لا تَمضِي بالسُّيوفِ خُطاهَا
أَينَ مَنْ شَادَتْ بالفتوحاتِ مَجداً
كَيفَ مَـا مَلَّـتْ مِـنْ رُكُودٍ طَواهَــا
لُقمةَ العيشِ في الطَّحينِ أَراقُوا
والدُّنَى صَمْـتٌ مُطبِقٌ فـي رَحَـاهَــا
قَدْ شَكَى الوَجْدُ مِنْ ضميرٍ تَولَّى
يُسْعِفُ العينَ مِـنْ لهيبٍ كواهَـا
لَمْلِمُـوا لِـيْ لـحمــاً أُذِيبَ بِصَمْـتٍ
فَعَسَـــى تَرتَـوي بِـدفءٍ يَـدَاهَـــا
وأَعِـيـدُوا حُضْـنـاً حَبَوْتُ إلـيـهِ
وَدَعُوا الشَّمسَ تَستَقي مِنْ دِمَاهَا
نَحـــنُ والأرضُ تَوأمــانِ خُلِـقنَـــا
صوتُنا الرَّعـدُ والنُّفوسُ فِدَاهَــا
نَحنُ في يافا البرتقالَ عَصَرْنَا
بِالـدّمـا نـروي بالقلـوبِ ثَرَاهَــا
قَدَرٌ أَنْ يَخِيطَنَا المجدُ ثَوباً
فالرُّبَـا حُـمْـرٌ والـوجـودُ تَبَاهَــى
الشاعر. خالد جميل عوض. سورية