أدب وفن

غيضٌ من فيضِ رواية “حياتي الثانية ” ل رندلى جبّور

سمية تكجي

رواية “حياتي الثانية ” للإعلامية و الروائية رندلى جبّور هي روايتها الثانية بعد “آيلا” . عبر تجوال في فضاء “حياتي الثانية” وتوقف عند بعض المحطات و التقطت حفنة أنفاس ومعانِِ عميقة من بين السطور…. !!!

عادة تأخذنا الرواية الى عوالمها المتنوعة و ننساق معها بطواعية نضبط شهيقنا و زفيرنا على ايقاع نبضها و نصعد معها احيانا بكل ما اوتينا من شغف و احيانا اخرى تدخلنا في مزاجها الرمادي بين الظل و الضوء لنبقى حائرين و نطرح الأسئلة ….استوقفتني رواية ” حياتي الثانية” للكاتبة رندلى جبور قبل أن ادخل إليها بعنوانها المفتوح على التأويل و لوحتها التي تحتمل السفر الطويل …
الأدب حياة أخرى لأن الحياة لا تكفي كما قال أحد العظماء هذا ما يمر في بالنا للوهلة الأولى عند قراءتنا للعنوان و لكن مع بداية القراءة و توالي الفصول نتعرف شيئا فشيئا على الحياة الثانية. و هي الحياة الثانية ل وجود البطلة الرئيسية في رواية رندلى جبور ….حياة وجود التي أبصرت النور بعدما كانت في سبات مزمن و في مكان عميق تنتظر من يحفر برفق نتوء روحها كي تنطلق و ترى الأشياء من منظور مختلف، ترسم طريقا جديدا ، تواجه خوفها، تجد هويتها التي تستحقها ، تعيش الحياة التي لم تعشها. و تكون سعيدة .

غلاف الرواية .

اللوحة و تلك المرأة الظاهرة و غير الظاهرة في آن و جدار ينبت منه شجرة و كأنه امتداد لها …و كان المرأة-الشجرة و ما بينهما ممر نحو حياة جديدة .
كما استوقفتني العبارات التي تعلو صفحة كل فصل و كأنهاتضفي نوعا من الوقار على رؤوس النصوص

الرواية و علم النفس

عادة ما يكون الدمج بين الأدب و علم النفس مدخلا لإضفاء نكهة خاصة للرواية، فالقارىء ينجذب عادة إلى قراءة الإبطال من دواخلهم و عوالهم المستترة ، و قد يغني ذلك المؤلف عن الإنشغال بالأحداث و تنوعها، البطلة وجود و البطلة جانين المعالجة النفسية و الحوار الذي دار بينهما على مراحل أثار فضول القارىء حبس أنفاسه ليعرف مزيدا من الخفايا و الاسرار و يمشي مع البطلة في العتم حينا و في الخوف حينا آخر ، جعله يتأثر بالصراعات النفسية التي تدور رحاها في روح و فكر البطلة و ربما جعله يتماهى معها في كثير من المحطات .

قضايا مهمة
تناولت الكاتبة في روايتها قضية غاية في الأهمية هي قضية الطفولة و تأثيرها في بناء الشخصية و النضج عند كل منا و التربية عندما يكون الاهل ذوي مشاعر باردة و قاسية و لا يهتمون بما يحبه أطفالهم او يشعرون به او يحاولون التعبير عنه و يقمعونهم عن قصد أو غير قصد. مما يؤثر سلبا في شخصياتهم و ربما سبب لهم الأمراض النفسية و الأزمات الكبيرة ، و كذلك قضية الطب النفسي و نظرة المجتمع إليه. و كذلك بأن الإنسان هو دائما يملك زمام المبادرة عندما تطحنه المحن و المآسي و الصعوبات . و خاصة بالنسبة للمرأة حيث نجد أن الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية إمرأتان وجود و جانين و هذا ما يضع هذه الرواية في خانة الدعم و التحفيز للمرأة التي تمتلك طاقات كبيرة و توظفها في سبيل تقدمها و سعادتها و نجاحها .

في حفل توقيع رواية “حياتي الثانية ” للروائية رندلى جبور

كاتبة و قاصّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى