أدب وفن

سنواصل التطواف/ بقلم الشاعر محمد زينو شومان

سنواصل التطواف

ما عدتُ محتاجاََ إلى أحدٍ
قد استأصلتُ أطرافي وأحلامي لتتّسع الحياةُ
لشبه مخلوقٍ عجيبْ
لا تعجبوا
إنّي سأحمل كلّ أشجاني التي ثقلتْ
وما استبقيت من روحي سراجاََ
أستعين به على هدم السواد إذا طغى ليلاََ
وأخرجُ..

لاتبيحوا الشكّ لستُ بسارقٍ إرثاََ
ولستُ بمجرم متنكّرٍ لتخافني الأشجارُ
إن أودعتها قلقي
ويحذرني الرصيفُ إذا اتكأت على عصا سَغَبي
وحاولت التسلّلَ من شقوق الذّاكرهْ

لا تركضوا خلفي
ولا تستنكروا هربي من الفوضى
ومن يأسي من الغيم المزيّف والهَذَرْ
عودوا على أعقابكم
لن أفسدَ التاريخ والأشواق والأخلاق والتّرياقَ
سوف أرمّمُ الحلم الذي لم يستطعْ
تغيير شبرٍ من حياتي الغابرهْ
أو من ظنوني العابرهْ

لا تشتموني..
هل سمعتم مرّةََ أنّي ذبحت قصيدةََ
وحملتها كالشّاة بالخطّاف من عرقوبها
وعرضتها للبيعِ؟
أو أزمعت رمي لواعجي عمداََ ليسحقها القطارْ؟
هل تبتغون الموتَ لي؟
شكراََ لكم
سأموت حالاََ أو أصرّ غداََ على موتي
أقرّت عينكم؟

لا ترجموني.. لن تؤلّبني الرّشى يوماََ على نفسي
أقول لي : اطمئنّ..
قد ابتليتك ذات ضيقٍ لا نظير لهُ
سوى جحر الزواحف حينما كان الرغيفُ
ولا يزال صلاة جوعْ
أوليس لي وجعي اللبيب أشير مزدهياََ إليهِ
بأنّه حصني الحصينْ

ما زلت مؤتمناََ على قلبي وإن أبدى التبرّمَ والحِجاجْ
فليصغِ مشغوفاََ إلى نبضِ القصيدةِ
وهي تحمله على وهنٍ..
أقول لها : ألا اتّئدي.. بلى اتّئدي
ستنتظرين بعدُ على المفارق.. تخطفين النومَ
من عينيّ فوق الأرصفهْ

سنواصل التطوافَ من كَبَدٍ إلى بَلَدٍ
ومن بَلَدٍ إلى كَبَدٍ.. ومن رئةٍ إلى كَبِدٍ
فلا تتأفّفي
لا تسرفي في الفأل خشية أن تلفّكِ دجيةُ الإحباطِ..
هل إلّاكِ يفقه حيرتي وتوجّسي وتمدّدي وتقلّصي
ويغضّ طرْفَ الرّيبِ عن توقي إلى الإفلاتِ
من شرّ الحبائلِ

لن أكفّ عن الحماقة والرّعونة والشّغبْ
لن أُسلمَ الأنفاسَ في صدري إلى مللٍ
ستنتظرين.. تنتظرين ما امتدّ الحنين إلى
رباط مصادفهْ
لا، ليس للقانون أن يستوعبَ الشّوقَ المبرّحَ
ليس يعرفه، إذا طال المدى، إلّا الجناحْ

لبنان _ زفتا في 2022/7/27
محمد زينو شومان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى