أحياء على ضفاف الإنتظار/ قصة قصيرة/ بقلم الأديب المحامي ماهر العبدالله
![](https://hassadlhibr.net/wp-content/uploads/2022/08/20220810_212113-720x470.jpg)
ترجّل عن صهوة كبريائه ليعاقر انحطاط الدهر ..
مضى في سبيلها حتى تآكلته كأداءُ العواقب ،
سارا معا ، وغرقا في متاهة الزمن .
جابا كل المفارق الهاربه ، فوصلا الى مجسم للقدر كتب عليه :
ممنوع المرور ،
فدخلا .
سراديب مقفرةٌ خاوية من ضياء الروح .
تبعا نبض الدرب حتى نهاية العتاب ،
هناك مجسم آخر للصبر كتب عليه :
ممنوع الخروج .
فاستوطنا الغياب .
حلما بالفرج ، فرأياه على متن ناقة يجرها إعرابي يرتدي كوفية غربية وينتعل ضميرا أبيض تحرّر لتوه من غبار الفحم الحجري . ودخلا … ودخلنا معهما ذلك العصر .
صادفهما حكيم يرمم المنطق باسمال العقل ويبكي .
سألاه الهداية من النحيب ، فنصحهما بامتطاء درب الحرير .
وأوقع عليهما حُرُمَ النبضِ في المشاعر وحلّل الصدق بالكذب .
تسلقا مكائد القهر حتى ظفرا بثوب زفافٍ يرتدي الشمس … ذات عرس .
عقدا صلحا مع زمنٍ تائبٍ ومضيا في سبيل التكامل مع الاله الذي كان بانتظارهما على صورة فرح .
كان المكان يضج بالقيان ،
كانت النجوم تسرج الامواج ،
وصوت جرادتي بني معاد ، تعاد وتماد ، في سباق مع الشجن ،
دخلهما التاريخ يحمل بين اوتاره صناجة العرب ، والمهلهل وابراهيم الموصللي وزرياب ، وسيد درويش المتشبث بباب الله ..
هند بنت عتبه لم يبارح صوتها الشجي رثاء قتلى قريش بغزوة احد ،
غزوتا بدر واحد لن تنتهيا …
ممنوع الخروج … الى الغناء … والفضاء …
نحن أحياء على ضفاف الإنتظار …!!!