فكرة الحلوى/ بقلم الشاعرة مريم أديب كريم

فكرة الحلوى
لم يقتنع هذا الوجودُ ب”فكرة الحلوى”؛
جسدٌ يساومُ كي يغيّرَ وجهتي
ريحٌ تُعربدُ كي تطيحَ بغِنوتي
أرضٌ تَسُلٌّ أمام عشبيَ شوكها
ويدٌ، تلوّحُ بالخصامِ، تشعّبتْ وتطاولتْ حتّى ٱرتأت وأد السّنا في الظلِّ كي تُقصي!
لا شرقَ يؤمنُ بالصِّياحِ وبالصّباحِ وبالصَّبا..
ومصيبتي،، أنّي ولدتُ بلا يدينِ
فألبستني جدّتي ثوبَ الفراشةِ
كي تُخبّئَ عن عيون العالمين براءتي!
“يا من أتيتِ على بُراق الغيم حاشى
أن تَمسّكِ عقدة النّقصِ!”…
للآن لم تَنبُتْ يدي!
لم أستطعِ بعدُ التخلّي عن عناد طفولتي
وسذاجتي وأنا أَقيسُ بُعيد خلط الماء والصابون حجم نباهتي..
وأنا أَعُدُّ من الفقاقيع الدّوائرَ كي أكوكبها على كيفي،،
أُعمّدَها بأعمدةٍ من الحلوى.. تُجيدُ القفز فوق الحبلِ والإسراف في الرّقصِ!
أنا لا أزالُ معلّقًا بأبي
وتُمسكنُي الفساتينُ التي ٱلتصقتْ
بعروةِ كُمّها المطويِّ ذاكرةُ الصّلاةِ على ضفاف الحبِّ، والتَّجذيفِ فوق الماء والغوصِ..
أنا كم رجوتُ الكونَ زهريًّا ككُمِّي..
طيّبًا حُلوًا كأُمّي!
كم بذلتُ لكي أغيِّر رؤية الأصحاب عنهُ
وكم رسمتُ الله نورًا ساطعًا
حضنًا فسيحًا كلّما أَعصي!
وكتبتُ بالمقلوب أسماء الجهات
لتُطلقَ الأعيادُ ضحكتها بعيدًا عن يد اللّصِ..
وتمرُّ آلامي على مهلٍ
وأبقى والمدى وحدي..
بلى..
وتشيخُ مئذنتي وأثوابي ونافذتي وألعابي
وترحلُ جدّتي غصبًا وقابلتي بحادثةٍ
وأبقى والمدى وحدي..
أُقاومُ..
أكتبُ الأشعارَ كي أنجو..
أُزيحُ غموضَ ما يجري عن النّصِّ!