منتديات

كلمة نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع رندلى جبور في مؤتمر ضد التطبيع في بيروت

كلمة نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع رندلى جبور في مؤتمر ضد التطبيع في بيروت في الذكرى الثانية لتطبيع نظام البحرين مع العدو الاسرائيلي:

صباح الخير
أسألُ بأي منطقٍ طبيعيّ نعقدُ لقاءاتٍ ضد التطبيع مع كيانٍ هو أصلاً لا طبيعيّ.
فالطبيعيْ يقول إنّ إسرائيل ما كان يجب أن تكون على أرضنا أصلاً. والطبيعيّ يقول أن إذا وُجد هكذا كيان بكل إجرامه وإغتصابه وانتهاكاته واعتداءاته ودعاياته الكاذبة وعدم تشابهه بأي شيء مع المنطقة وأهلها، يجب أن تجتمع كلّ دولنا، شعوباً وقيادات، وتخرجه من رحمٍ ليس لها.
والطبيعيْ يقول إننا يجب أن نقف مع عروبتنا وأبنائها ضدّ هذا الكيان، لا أن نكون عملاء للغريب ضد القريب. والطبيعيّ يقول أننا يجب أن نكون مع جغرافيتنا الخالية من الإحتلال والإستيطان، ومع خريطتنا التي لم تكن إسرائيل موجودة عليها منذ قرنٍ ونيّف من الزمان، ومع تاريخنا الذي محوه بشخطة وعدٍ من هناك وشطحات تنازلٍ وتخاذلٍ من هنا. والطبيعيّ يقول أن نكون مع تنوّعنا الصحيّ لا مع عنصريتها المريضة. والطبيعيّ يقول أن نكون مع المقاومة ضدّ المحتل، ومع شعوبنا ضدّ الجزار، ومع أنفسنا ضدّ المعتدي، ومع حدودنا ضدّ الطامعين بها وبثرواتها وبمخازينها.
والطبيعيّ يقول أن إذا بقيت لدينا ذرّة شرف واحدة فيجب أن نكون ضدّ التطبيع مع اللاطبيعيّ.
ولكن الواقع يقول أن بعض حكوماتنا وقعّت سراً أو علناً، وأن بعض حكوماتنا تعاملت سراً أو علناً، وأن بعض حكوماتنا تخاذلت وبعض حكوماتنا رضخت وتنازلت، وبعض حكوماتنا باعت أوطاننا للشيطان مقابل فتات، والنتيجة شتات وأكثر بكثير بكثير بعد.
والواقع يقول أن بعضَ دولنا رضخت وبعضها طبّعت.
ولكننا كشعوبٍ واعية نقف صوتاً صارخاً في بريّة اللاطبيعيّ ونقول بالنبرة العالية وبلا حرجٍ أو خجلٍ أو خوف: نحن ضدّ التطبيع.
وأنا المسيحيّة اللبنانيّة المشرقيّة، أعلنها صراحةً وبوضوح: أرفضُ أن أطبّع مع المحتلّ، وأرفضُ أن أتعاملَ مع العدوّ مهما كان الترغيب كبيراً والترهيب خطيراً. فترغيبهم كذبة بثمنٍ مرتفع، وترهيبهم ساقط أمام رِفعة الرأس.
وأرفضُ أن أطبّع مع من قتل أطفالنا ونساءنا ورجالنا، وأرفض أن أركع للجلّاد.
فلا شيءَ يبرّر التطبيع مع الطامع، ولا شيء يبرّر التطبيع مع أصحاب المشاريع المدمّرة. ولا شيءَ يبرّر أن أوقِّع بالحبر فيما أخوةٌ لنا وقّعوا بالدم إتفاقَ الكرامة والحفاظ على بلداننا ولو كان فيها ناكرون للتضحيات.

وأكثر ما يستفزني هو سؤال الجاهل: لماذا لا نذهب إلى السلام وننتهي. فهؤلاء لا يعرفون، أو يعرفون ولا يعترفون، أن عندها تكون بداية الغرق أكثر في جحيم ليس فيه إلا النار والدمار. هذا سلامٌ مشبوه مع تجار الهيكل. وأنا أفضّلُ ألف مرة الإستشهاد مع الحقّ على الشهادة للباطل. فإسرائيل بالنسبة لي كيانٌ باطل، باطل، باطل. وكل نقطة من دم شهيد تحمّلنا مسؤولية عدم المضيّ في مخططات التطبيع التي هي حتماً ضدّ الطبيعة، والتي هي حتماً ضدّ إنساننا وضدّ أرضنا وضدّ تاريخنا وضدّ الجغرافيا. اتفاقات التطبيع هي توقيعٌ على نهايتنا وليس على نهاية مآسينا كما يعتقد أصحاب العقول الفارغة.
نحنُ أبناء السلام نعم، ولكن نحنُ أيضاً أبناءُ الكرامة والبطولة. ونحنُ أبناء المحبّة نعم، ولكن لبعضنا البعض وليس للمجرم والسارق وللمحتلّ. ونحنُ أبناء الرحمة، ولكن حين نقف أمام الشيطان نثور عليه ونقاوم. ألَم يكن يا إخوة السيّد المسيح الثائر الأول ضدّ الشيطان والمقاوم الأول لهذه الأرض؟ والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى