أدب وفن

نوبل الآداب: الكاتبة الفرنسية آني إرنو تفوز بالجائزة عن أعمالها “غير المهادنة”

فازت الكاتبة الفرنسية آني إرنو بجائزة نوبل للآداب عام 2022، عما وصفته لجنة الجائزة “بأعمال غير مهادنة” أنجزتها على مدى 50 عاماً، صورت فيها حياة تشوبها الفوارق الكبرى في اللغة والجنس والطبقة”.

وتبلغ قيمة الجائزة المقدّمة من الأكاديمية السويدية 10 مليون كرونا أي ما يوازي 807 آلاف جنيه إسترليني.

وفي تعليقها على الفوز قالت الكاتبة الفرنسية “إنه لشرف عظيم”. وهي أول امرأة في بلادها تنال اللجائزة الأدبية المرموقة، وقد قالت في مقابلة صحافية عقب الإعلان، إنها “تشعر بالمسؤولية”.

وقال: “أنا متفاجئة جداً. لم أتوقع أن تكون الجائزة في متناولي ككاتبة”. وأضافت: “إنها مسؤولية كبرى أن نشهد، ليس في الكتابة فحسب، ولكن أن نشهد بدقة وعدالة تجاه العالم”.

وقال البروفيسور كارل هنريك هلدن، رئيس لجنة منح الجائزة هذا العام، إن عمل الكاتبة التي تبلغ من العمر 82 عاماً “مثير للإعجاب ومتين”.

وأضاف أنها استخدمت “الشجاعة والحدّة”، لسرد تجارب شبه ذاتية، والكشف عن “تناقضات التجربة الاجتماعية، وتصويرها مشاعر العار والذل والغيرة وعدم القدرة على معرفة كنه الذات”.

كتب إرنو، من بينها “المكان” (حازت جائزة رينودو الأدبية عام 1984)، و”امرأة”، تعدّ من كلاسيكيات الأدب المعاصر في فرنسا.

وأضاف أنها استخدمت “الشجاعة والحدّة”، لسرد تجارب شبه ذاتية، والكشف عن “تناقضات التجربة الاجتماعية، وتصويرها مشاعر العار والذل والغيرة وعدم القدرة على معرفة كنه الذات”.

وولدت إرنو في منطقة النورماندي عام 1940، حيث كانت إطار حياتها المبكرة “فقيرة ولكن طموحة”، بحسب هلدن.

كان والداها يديران مقهى ودكاناً، وحين التقت بفتيات من الطبقة الوسطى، شهرت للمرة الأولى “بالعار من بيئتها ومن انتماء أهلها إلى الطبقة العاملة”، بحسب موقعها الالكتروني.

هذه التجارب غذت رواياتها في وقت لاحق. تقول سيرتها الرسمية إن المواضيع الأساسية لعملها هي “الجسد والجنسانية، العلاقات الحميمة، التفاوت الاجتماعي، واختبار الترقي الطبقي من خلال التعليم، الوقت والذاكرة، والسؤال الشامل حول كيفية الكتابة عن هذه التجارب الحياتي”.

درست إرنو الأدب، وعملت كمربية في لندن، ثم تزوجت وأنجبت طفلين، وعلمت الفرنسية في مدرسة ثانوية، ونشر كتابها الأول “الخزائن الفارغة” عام 1974.

الكتاب هو نقل روائي متخيل لمرورها بتجربة الخضوع لعملية إجهاض غير قانونية عام 1964، الأمر الذي أبقته سراً عن عائلتها.

استعادت تلك التجربة الصادمة بعد 25 عاماً، في روايتها “الحدث” (2000)، والتي تقلب فيها ذكرياتها ودفاتر يومياتها العائدة لتلك الفترة. نقلت الرواية إلى الشاشة في فيلم يحمل العنوان ذاته، حاز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية العام الماضي

يقول هلدن: ” تؤمن آني إرنو بوضوح بالكتابة كقوة محرّرة. أعمالها لا تهادن ولا تتوخى الحلول الوسط، وهي مكتوبة بلغة مباشرة ودقيقة إلى حدّ جارح”.

ولإرنو رواية بعنوان “السنين”، حازت على جائزيتي “رينودو” في فرنسا عام 2008، و”بريميو ستريغا” في إيطاليا عام 2016. كما تلقت الكاتبة عام 2017 جائزة مارغريت يورسينار عن مجمل أعمالها.

عام 2019، وصلت “السنين” إلى اللائحة القصية لجائزة “مان بوكر الدولية”، ووصفتها لجنة التحكيم في حينه بأنها “تحفة تتجاوز حدود النوع الأدبي”.

وقالت جائزة “بوكر” في حينه، أن العمل “يعطي السيرة شكلاً جديداً، ذاتي وغير شخصي، خاص وعام، في آن واحد”.

وتمنح جوائز نوبل منذ عام 1901 تقديراً لإنجازات الفائزين في حقول الأدب، والعلوب، والسلام، والاقتصاد. وقد فاز بالجائزة في حقل الأدب العام الماضي الكاتب عبد الرزاق قرنح.

ومن بين الفائزين الآخرين بالجائزة الروائيون آرنست هيمنغواي، وغابرييل غارسيا ماركيز، وتوني موريسون، ونجيب محفوظ، ومن الشعراء لويز غلوك، وبابلو نيرودا، وجوزيف برودسكي، وطاغور، ومن الكتاب المسرحيين فاز هارولد بنتر ويوجين أونيل.

تجدر الإشارة إلى أن عدداً من روايات إرنو مترجمة للغة العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى