الصّوت/ بقلم الشاعر داوود مهنّا
الصّوت
الصوت رسالة غير مرئية، لكنها محمّلة بالكثير من الصور والإشارات والألوان والإيحاءات… يحمل الذكريات ويرميها في مكان أبعد من أن تصل إليه يد الزمان الآتي.
للكائنات أصوات لا تسمعها سوى النفوس المرهفة والآذان التي لم يشوه سمعها ضجيج العالم من حولها.
للأرض وهي تدور صوت عظيم لا نسمعه، لكننا نشعر به في أوقات متقطعة من اليوم.
للوقت صوت رهيب.. فلو سمعت صوت الوقت المتسرب من بين أصابع عمرك لأشعلتَ أصابعك شموع نذور كيلا يتسرب.
للصمت صوت رتيب النغم، يلعب بحركة الزمن فيزيد سرعتها أو يبطئها.
للموسيقى صوت يعيد ترتيب الزمن كما يشتهي. تصبح اللحظة أغلى ثمنًا، وترتقي الثواني نحو مقامها الأسمى.
صوت الحبيب أعظم من المقطوعات الموسيقية كلها، يأتي محمّلًا بعطور لم تبح بها زهرة، ناعمًا كندى ما زال عالقًا في خاطر الفضاء…
أمّا الصوت الأكثر أهمية فهو صوتك أنت.. صوت ذاتك. فاستمع إلى ذلك الصوت الصاعد من أعماقك.. إنه الأصدق.