أدب وفن

قهر ثلاثي الأبعاد …بقلم الأديبة حنان شبيب

الأديبة حنان شبيب

على وقع ما تتناوله الشاشات..

منذ عقود وعقود والموت متعدد الجنسيات….متفرغ لهذه البقعة من الجغرافيا وهذا الفضاء من التاريخ…يحوم فوق بلادنا ويقصفنا
بغربان مسيرة عن بعد…وقالوا..إن السبب يعود إلى رفات عمالقة
ماتوا هنا وتحللت فسالت( أنفاطًا) نفوطًا وانضغطت بالغازات…ومضغت ما تناثر من فم الزمان.
كل الكائنات التي تمشي على رجلين لها الحق فيما تعده دفاعًا عن النفس بأقبح الطرق وبأبشع الأساليب استباقا واختراقا وإحراقا وإغراقا….إلا !!!!
لا أفهم كيف يكون القتل استباقًا….ولم أعد أفهم معنى الشرير وعلى من ينطبق؟!


تقول الطوالع والنوازل…

  • إن العالم مقبل على تغييرات عظيمة تنسف تركيبته..
  • كائنات كانت تمشي على رجلين …ستمشي على أربع …وست … ومنها زحفًا.. بطنًا على قفا…
    وأخرى تمشي على رؤوسها، وأرجلها ترسم في الهواء خطوات الضياع.
  • بيع أوطان وقضايا بالجملة و بالتجزئة .
  • بعض المناطق ( الأوطان) ستنتفض على ساكنيها …. شعاراتها
    بالكاد ترى بالعين المجردة…(كلكن يعني كلكن) ( ما بدي حدا منكن)
    ( سودتو وج الأرض …والأرض تبرت منكن)
    ( اخدتو وما اعطيتو..وباسم الدين حكمتو…جوعتو الناس باسمو
    وهلأ الدور عليكن)

لا تصالح…أين الشوارع التي كانت تضج؟…لا تصالح…القضية بيعت..ولا صوت يقول لا …لا تصالح..
كل شعب عنده ما يكفيه من الألم ..
شردوا الأمة كي تعلَن هذه الصفقة …وأعلنها هذا الصفيق وذاك النذل وذلك الحقير.
ولكن…
ستعيد الأوطان إنتاج مواطنين يشبهونها، يمتشقون تينها وزيتونها ونخيلها..ويمتطون بيداءها… ويعمرون الأرض…إنني أسمع الآن صهيل خيولهم يخرج من بين فقرات المحن.
فقط -أيتها الآمال- نحتاج إلى قيامة العزة فينا، وقراءة رسالة كليب الحمراء بروح موتنا الأسود.


وإلى أن تقوم القيامة التي ننتظرها :

ألا تبت حكايانا!

ألا تبت حكايانا…
ألا تبت حكايانا

فيا للحاضر الدامي
خياناتٍ وإذعانا

فعمَّ نخَبِّرُ الأحفا/دَ؟؟
يا لَلعار أردانا!!!

أأحرقُ جلَّ تاريخي
وأطعنُ بالذي كانا؟؟

ألا تبت حكايانا

فيا لعميقِ مأساةٍ!
ويا لأليم بلوانا!

فمن صنعا إلى عدنٍ
إلى شام حكايانا

ومن بغدادَ يا أملًا
تناثر في زوايانا

وفي لبنان ضجّ الكلُّ
‏أُمّاتٍ وولدانا

رجال طوقوا الساحات
ألوانًا وألحانا ‏ ‏

ملأنا الأرضَ أشلاءً
فضاقت من بقايانا

وهذا العالمُ المأفونُ
مسرورٌ بمرآنا

فراح يناصر الباغي
فأحيانًا وأحيانا

يحيّينا ويدعمُنا
فإخوانا وجيرانا

ليقتلَ بعضُنا بعضًا
ونبكي بعدُ قتلانا

فيا يا أمتي هبّي
سُقينا القهر ألوانا

تجرعنا مراراتٍ
وفيها الموت قد هانا

وباعوا الأرضَ والأقداسَ
ما حُلّت قضايانا

فبتنا في مواجعنا
وبات الكلُّ حيرانا

لقد حطوا على وثَنٍ
وخرّوا فيه عُبدانا

لقد قدّوا عروبتَنا
وبات الكلُّ عُريانا

ألا تبّت حكايانا
ألا تبت حكايانا

فذل بين جنبينا
وعتم في مرايانا


وهل أنت بخير؟
يجيب الشاعر جميل داري ..لا لست بخير..

وأجيب:

لا لست كما ترى..أنا بخير جدًا
فها أنا ذا أنزف دمائي وأذرف قطرات يراعي سوداء..على سطر باهت بلا ألوان..
أنا بخير لآخر الحزن المنتشر في الأجواء وفي الأنحاء…
أنا بخير ..وكيف لا أكون بخير ومن حولي
أزهار من أشلاء!!؟
وعيون صماء…لا تلهم شيطان الشعراء؟؟
وقلوب تتشهى قطرة حب… شربة ماء؟
أنا بخير ما دام الشرق والغرب في بلادي
يلتقيان …إنها الساعة تقترب من أعناقنا..
ولا ربع الكون ولا أرباع..سيكون هشيما
في لمحة حقد …تذروه الأباليس
على رأس الإنسان..
إنني بخير…لأنني أموت فوق هذا الجسد المسجى بعنوان العروبة!!
كيف حالك أنت؟

أمامك خلفك
فوقك تحتك
لهيب وماء
فكيف الخلاص؟
أليس انتهاء؟؟

حنان شبيب ذات قهر ثلاثي الأبعاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى