أدب وفن

باقة قصائد بقلم العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة

كيف أطمئن
إذا انقطع الكتاب عن الكتاب .؟

——
شردت في الحجب
واكتسى دمي بكساء الفلاة
هل كنت تحفر في اليباب .؟
لم أكن أحفر في المكان الخطأ
وسألتني
بين المشكاة والمصباح والزجاج
كيف أطمئن
إذا انقطع الكتاب عن الكتاب
فلما انتهى الوقت
هبطت عليّ الأسوار
فجأة
توقف النهر
وانشق القمر
ذهب العاشقون إلى الظلال
ورأيتني يطويني الغياب

لا بدّ من جلد الخطايا
—-
لا علم لي بالحواس
ولا علم لي بدغدغة الخطايا
وفِي شرعنا أنّ التشريح محرّم
ولا شأن لي بتحنيط البلاد القتيلة
وهذا الليل مطرق
يسدّ الباب
ويسألني
الجرح في الضوء
أو في الغياب
والنزف
لا ينزف نفسه العفراء
من دون قلب ودم
وليس من لغة في الشرق
تهزّ الضمير
وتقرع الألم
لكي يصغي إلى دويّ السقوط
أي إسم لهذه الفتنة
والفتنة أشدّ من القتل
وإن اختلفنا في طرق الموت
لا. بذّ من سبعين جلدة
تحت كل ذنب
لا يخطّ بالآخ طريق الوصول

لمن منع النظر
في كتاب النساء

——
كم من زينب أسيرة
في المدن الأسيرة
وكم من حرّة أضمرتها الغربة
وهي في الظل
في خيمة عطشى
تمنع الأطفال من النظر
في كتاب النساء
وغديرتي يا حبّ أرخت سدولها
واكتفت من روايات التأويل
بتأويل الظلام
بليل أرخى سدوله
من شدّة العطش
والناس نيام

واندباني
فقد صعب عليّ أن تنشق نقطة القلب
عن صراط الرجوع إليها
وقلت : مهما قلبني العمر
أو تفكك في نيروزة الورد والصباح
سيبقى زماني
جسر العبور إلى نشوة الضوء والمعرفة
وليس معي يا رفاقي من فكرة الكمال
إلاّ شجر تلاصق فارغمته الفصول
فاحتجب في داكنات الذاكرة
واحتمى بتأبيد جذره في جوف التراب
وأنا لي ذكرياتي
هنالك في الأعماق
حيث الينابيع تهرب من عجاجتها وتنفجر
وكان وجهي يسفل كالماء
فتلوت من أسماء الروح
اسم حبيبتي
فشدّني الماء إلى نور الشمس
لكي أفارق الحياة مكشوف الفؤاد
إلهي جمد الماء في شرايين الأرض
فأكملت كتابي في سيرة النهر
فمشى الحبّ الى مستقر له في الأزهار
إلهي
لم يقرأوا في نصك الأخير
نثير الحزن في أدمع الكون
وناداني الغمام
مطر مطر
استرحم الليل
لا نجمة تؤنث الفضاء
لا فيء هنا ولا الريح تؤنس موقد الجمر
وليس على الموت حرج
رفع القلم رفع القلم
أريد شرارة حمراء لأشغل قسوة الحجارة
إلهي لفظ الوقت أنفاسه
طوينا بدعة الحداثة
وبدعة الجداول
وبدعة الجنون
اكتملت شروط النهضة
وقمت لتوي
عاد بي الشتاء
كيف يطوى السؤال
والزمان العربي واقف لا يطوى
ذهبنا إلى الماضي
نستغفر أخطاءه
نجمع ما كان لنا في أمسه
فاغتربنا عن غدنا
واختلفنا على اتجاه القبلة
هل تجوز الصلاة داخل الكعبة نفسها
فاختفى من طوافنا القمر
واختفى من صراطنا
شكل الصراط المستقيم
……

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى