لبنان الى اين سياسياً واقتصادياً على مشارف ال ٢٠٢٣ !؟
الجزء السابع:
لبنان الى اين سياسياً واقتصادياً على مشارف ال ٢٠٢٣ !؟
الجزء السابع:
الاعلامية ماغي فرح: لبننة الإستحقاق الرئاسي غير مُمكنة حالياً، نحن في مرحلة حلول ترقيعية في لبنان والحلول النهائية ستكون على مستوى المنطقة ولن تأتي قبل آذار او ربما في ايار ٢٠٢٣ !؟
حمود: في ظل إستمرار حالة المراوحة والمكابرة والإنكار وتضييع الوقت على كل المستويات عند كل او معظم المعنيين الداخليين بالملف اللبناني، خاصةً مع هدر وتمييع وإضاعة كل فرص ومحاولات الحوار الداخلي اللبناني-اللبناني، وشعور معظم اللبنانيين انهم متروكون لقدرهم الجهنمي المشؤوم، ولإزدياد حالات الفقر والبطالة والتفلّت الأمني والتشرّد والهجرة، وفي ظل إستمرار الإنحدار الجنوني في قيمة الليرة اللبنانية وإنخفاض قيمتها بشكلٍ غير مسبوق امام الدولار الأميركي، وتفكّك المؤسسات والإدارت واحدة تلو الأخرى، وايضاً في ظل عدم جدّية اهل الحلّ والربط في سعيهم لإستيلاد الحلول السياسية والإقتصادية والإجتماعية الناجعة، حيث يكتشف اللبنانيين يوماً بعد يوم انهم غير مُؤهلين لقيادة هذه السفينة المثقوبة التي تغرق اكثر فأكثر وبسرعة مهولة يوماً بعد يوم، وانهم ينتظرون صفّارة التدخّل الخارجي الذي يستجدونه من هنا وهناك تارة عبر مشاورات فرنسية-اميركية -سعودية-قطرية، او سعودية- ايرانية تارةً اخرى، وجدنا في مبادرتنا التي هدفت الى استشراف آراء بعض النخب السياسية، الحقوقية، الإعلامية، الفكرية والثقافية اللبنانية والتي اطلقناها في ملتقى حوار وعطاء بلا حدود مُبادرة مُتواضعة للسعي لفتح كوّة صغيرة في جدار التصلّب والعناد والمكابرة الذي انتهجته القوى السياسية والحزبية الفاعلة والمُؤثّرة على الساحة اللبنانية، عسى ان ننجح في كسر بعض هذا الجليد الذي سيؤدي حتماً الى الضياع الكامل لهذا الوطن في حال إستمراره.
وفي هذا السياق نستكمل في هذا الجزء السابع من هذه الحوارات إلإستشرافية للآفاق السياسية والإقتصادية للعام ٢٠٢٣
مع الوقوف عند رؤية وقرأة الاعلامية القديرة والمُخضرمة السيدة ماغي فرح.
ولمن لا يعرفون الإعلامية ماغي فرح، فقد بدأت مسيرتها الإعلامية من خلال إذاعة «صوت لبنان» وهي لا تزال طالبة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية عام 1977. وبعد تخرّجها عام 1979 برزت كمُقدّمة في قسم الأخبار والبرامج السياسية وكانت أول لبنانية تتولّى رئاسة قسم الأخبار، وساهمت مع زملاء لها في ترسيخ مدرسة جديدة في لغة الإعلام تعتمد على «العربية البيضاء» أي بين الفصحى والعامية، المُعتمدة في وسائل الإعلام اللبنانية. تولّت بعد ذلك إدارة قسم الأخبار في إذاعة «صوت لبنان» وكانت صوت الكتائب اللبنانية برغم كونها لا تنتمي للحزب كما كانت تُقدّم فقرة صباحية يومية عن الأبراج بعنوان «حظك اليوم»، بين عامي 1982-1988.
وفي عام 1988 اختارها المخرج سيمون أسمر لتشارك فيما بعد في لجنة تحكيم برنامج ستوديو الفن على المؤسسة اللبنانية للإرسال. وبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1991 قدّمت أول برنامج سياسي بعد الحرب على نفس المحطة بعنوان “الصفحة الأولى ” وناقشت فيه اتفاق الطائف والمُصالحة الوطنية ولم يستمرّ ذلك البرنامج سوى أربعة أشهر. وفي عام 1992 إنتقلت إلى قناة “ام تي في” اللبنانية، حيث قدّمت برنامج الحكي بيناتنا حتى العام 1999. ولأن خروجها من المحطات التلفزيونية إتّسم بالغموض، إنتقلت عام 2000 بعد إغلاق “إم تي في” اللبنانية إلى تلفزيون المستقبل وقدمت برنامجاً سياسياً حمل عنوان “مع ماغي” الذي لم تتخلَّ عنه فيما بعد على محطة “ال بي سي” بعدما حوّلته إلى برنامج اجتماعي لم يعرض منه إلا عدد محدود من الحلقات، وتوقّف بطريقة غير مسبوقة دون اعتذار ودون إبداء أسباب” بعدها قدمت برنامج “الحق يُقال” على شاشة “أو تي في” OTV عام 2008 حتى 2011.
تميزت ماغي فرح بالمواقف السياسية الصريحة مما عرّضها للتهديد بالقتل، حتى ان سيارتها تعرّضت للتفخيخ والتفجير لكنها نجت من محاولة الاغتيال ، وأثناء استضافتها للنائب الراحل إيلي حبيقة الذي كان من قادة حزب القوات اللبنانية ، سألته على الهواء مُباشرة عن السبب الذي دفعهم لمحاولة اغتيالها. لم تكتف ماغي بالتقديم فقرّرت الإلتحاق بمعهد مُختصّ بالدراسات الفلكية في فرنسا، وأصبحت من المُحترفين في علم الفلك وفي حركة الكواكب وتأثيرها على ما يحدث، وبعد بدايات صعبة نجحت في أن تصبح من أهم علماء الفلك في الوطن العربي، وينتظر توقّعاتها الملايين من الجمهور العربي، وقد تجاوز عدد كُتبها في علم الفلك حتى الآن الثلاثون كتاباً، ويبقى توقّعها السابق للثورات والإضطرابات السياسية التي اجتاحت العالم العربي في عام 2011 من أبرز توقّعاتها، فقد قالت ماغي فرح قبل ذلك العام أننا مُقدمون على سنة شرسة مليئة بالاضطرابات والمحاكمات. واليكم فيما يلي ما قالته جواباً على اسئلتنا المتعلّقة بالآفاق الساسية والإقتصادية في لبنان في العام ٢٠٢٣ بالإضافة الى بعض توقّعاتها الفلكية للسنة القادمة في لبنان والعالم.
فرح :
الإعلامية ماغي فرح اعتبرت ان الوقت لم يسنح بعد لإنتخاب رئيس للجمهورية، وربما يتأخّر ذلك حتى شهر آذار وربما أيار ٢٠٢٣، وخصوصاً ان لم يتمّ التوافق على المستوى الاقليمي والدولي على ذلك؛ حيث ان هناك تشابك في الإرادات والميول حول هذا الأمر، والوزير السابق فرنجية ليس المرشّح الأبرز حالياً ولا حتى قائد الجيش العماد جوزيف عون بحسب فهمي لتصريحات السيد حسن نصرالله الأخيرة؛ إلا إذا تمّ التوافق على مستوى أعلى حوله على صعوبته، بل وقد نُفاجئ بإسم جديد لم يُطرح سابقاً، وهنا كلمة الخارج هي الحاسمة. ولا يمكن حتى اليوم لبننة هذا الاستحقاق، نتيجة تناقض مصالح الأحزاب لا سيما حزب الله، وخصوصاً اذا كان الإسم المطروح رئيس تحدي. واكملت فرح ان هناك شياً ما سيتغيّر برأيي، وهناك تطوّراً في الوضع السياسي في لبنان، سيؤّدي الى حسم الأمر في الربيع أو الصيف المقبل على الأحوط. واتبعت بأن انتخاب رئيس للجمهورية ليس وحده باب للخروج من الازمات المتراكمة والمعقّدة في لبنان. فهناك أموراً كثيرة كالاصلاح ومكافحة الفساد وتطبيق خطة التعافي الإقتصادي. وهذا يتعلّق بإرادة الخارج. وحتى الآن لا ضوء أخضر للبدء بها، ولا نزال نراوح مكاننا بإنتظار شيء يقلب الأمور، ويغيّر الأوضاع بإتجاه الحلول، والساعة لم تحن بعد؛ وحتى على الصعيد الإقتصادي وإقرار قانون الكابيتال كونترول،فلم تُطلق بعد صافرة الخارج للبدء بكل هذه الخطوات، وعندما تدقّ ساعة الإنقاذ، ستجري الأمور بيسر وسهولة؛ فالوضع السياسي مُتعلّق جداً بالإقتصادي، وأمريكا تلعب دوراً محورياً في هذا الشأن، وهناك تأثّر للبنان من إنقلابات في محيطنا، تذكرنا بما حصل في سوريا ولبنان، وفي الاردن وكل ما يحيط بإسرائيل. والحلول ستكون مُتعلّقة بالمنطقة وهي حلول عامة للمنطقة بشكلٍ عام، ولا يبقى للبنان الا الترقيع بإنتظار جلاء الصورة. وأكملت فرح بأن التيار ليس على خصام فعلي وعميق مع المقاومة، والتوافق موجود وربما يُوسّع التيار اتصالاته مع افرقاء آخرين. وكل شيء مُحتمل على مستوى التعديلات الدستورية، والمُؤتمر التأسيسي مُمكن في حال حصول بعض المناوشات وعدم التوصّل لحلّ نهائي في المنطقة.
ورغم صعوبة الأزمة الإقتصادية وتفكّك المؤسسات، لكن ما يحصل ليس الا الإرادة الخارجية للتوصّل لصيغة جديدة لهذا الكيان (نرجو ان تكون حضارية ومُتطورة) تؤمّن الحقوق والسلام والإطمئنان لكل اللبنانيين؛ واستبعدت فرح أن نصل الى درجة العلمنة التي يُنشدها الجميع، بحكم وجودنا الجغرافي، وقربنا من اسرائيل، والتوجّه نحو كيانات مُتعدّدة تحت عنوان “لا مركزية ادارية مُوسعة” هو مطلب للبعض ايضاً. وحتى الآن الحلول ستأتي عندما يتمّ الإتفاق عموماً على الحلول في المنطقة، وما سيحصل سيكون ترقيعياً وعابراً حتى لا تنهار الدولة ونذهب نحو حروب وتناحر بين الطوائف والمذاهب؛ أي نوع من التسوية المرحلية بإنتظار الحلّ الشامل.
وفلكياً، انهت فرح مداخلاتها بأن التوقعات الفلكية تُشير الى انه وابتداء من شهر آذار ٢٠٢٣، ستبدأ فكفكة بعض العقد، وشهر أيار سيدخل فيه العالم على مرحلة جديدة. ولا حلول حالياً ، وما زلنا في فترة مخاض. ولكن سنبدأ في علاج الازمات. والحروب عالمياً ستخف تدريجياً. وعام ٢٠٢٣ هو بداية فقط للحلّ فلكياً، اما سياسياً فلا أحد يعلم كيف ستأتي الحلول أو المفاجآت، و التوقّع هو أن تشهد أوروبا ربيعاً أوروبياً !؟
د طلال حمود- مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود ورئيس جمعية ودائعنا حقّنا.