تفاصيل / بقلم *الكاتبة هند يوسف خضر
تفاصيل
من بينِ شفاهِ المحالِ
تصاعدتْ أنفاسُ حوريّةٍ محفوفةٍ بالأجنحةِ
لطالما غفا صوتُها المبحوحُ فوقَ سياجِ الصّدى
لطالما مضتْ أحلامَها خلفَ شراعِ الأملِ المستحيلِ
أيُّ لعنةٍ حلّتْ بها آنذاك ؟!
كانت ترسمُ بأصابعٍ راجفةٍ على أوراقِ العمرِ وجهَ حلمٍ بلونِ البنفسجِ
علّقتْ أمانيها على حبالِ الهواءِ
ذاتَ جرحٍ ..مشتْ على قدمٍ وساقٍ فقدْ هشّمتْ رحى الحبِّ أطرافَها و دسّ الغدرُ سمّهُ في فنجانِ قلبِها
وقفتْ على حافّةِ الهاويةِ
ابتلعتْ حزنَ مدينةٍ بأكملِها
أطلقتْ أولى تساؤلاتها السّجينةِ في المدى
ربّاه لماذا خدشتْ صخورُ الحياةِ رخامَ روحي ؟
هل من سامعٍ هنا أو هناك ؟
في الّلاشيء كلُّ شيءٍ
لا هدوءَ في الهدوءِ كما أعتقدُ
لا المسافاتُ تلاعبُ الفراغَ ولا الشّمسُ ترمي شالَ الضّوءِ فوقَ ذراعيَّ
لابدّ أن يُبتَر لسانُ الخيبةِ
صوتٌ من بعيدٍ مصلوبٌ على أعمدةِ الانتظارِ استجابَ لندائِها وعانقَ صدى صوتها
دعيني أذهبُ بكِ إلى الجنونِ لأنشدَ بعضاً من ترانيمِ النّورِ المُستلقي على خدّ الّليلِ ريثما تنبثقُ خيوطُ الفجرِ من بينِ أهدابكِ النّاعسةِ
دعيني أرتّلُ لكِ ما تيسّرَ من سورِ العشقِ فأنتِ خرافيّةُ الحُسنِ في كلّ زمانٍ و مكانٍ
من أين جئتَ ؟
من وراءِ البحارِ أتيتُ محمّلاً بالنّبضِ والحبِّ والّلهفةِ
جئتُ لأنتزعَ زهرَ الشّتاءِ الذّابلِ من حدائقِ صدركِ
جئتُ لأوقظَ ذاكَ الملاكُ النّائمُ على كتفيّ الوقتِ وأطلبَ منهُ باستحياءٍ أن يُشعِلَ لكِ قنديلَ قصيدةٍ
جئتُ كي أعيدَ لتعاريجِ شفاهكِ سحرَ العقيقِ
آنَ الأوانُ لطعمِ السّعادةِ أن يقبّلَ ثغركِ
آنَ الأوانُ لرائحةِ روحكِ أن تتصاعدَ على درجِ أنفاسكِ الشّهيّةِ فيندثرَ الّلاممكن باستدارتي حولَ محيطِ خصركِ
قبطانٌ أصابهُ الخدَر أخذَ بيدِ الحوريّةِ وملأَ تقويمَ أيّامها بتفاصيلِ الفرحِ .
*الكاتبة هند يوسف خضر.. عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين .