عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق صدرت المجموعة القصصية (شوفير هذا الزمان)
للكاتب الفلسطيني د محمد أبو ناموس.
قدم للمجموعة القاصة هند يوسف خضر.
لوحة الغلاف للفنان جهاد حنون.
تصميم الغلاف الأستاذ حاتم قاسم..
التقديم.
يتجلى الأدب الساخر الواقعي كحامل لرسالة أخلاقية لا تقل أهمية عن باقي أنواع الأدب ،يسهم في تقديم رؤية واقعية للمجتمع بالإضافة إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية ،الاقتصادية و السياسية ،ما يميزه أنه يحاكي هموم الناس و يسرد أوجاعهم بلغة ساخرة تعري الواقع المعاش بطريقتها لكن ضمن إطار أدبي ،كما يعتبر الأدب الساخر من الأدوات الفعالة التي يمكن استخدامها في نشر الوعي الاجتماعي و السياسي والثقافي ..
(شوفير هذا الزمان ) مجموعة قصصية شرفني بتقديمي له الكاتب الفلسطيني الدكتور محمد أبو ناموس ،تحتوي المجموعة على ثلاث و عشرين قصة بعناوين مختلفة دارت أحداثها في ميكروباص لنقل الركاب ، سلط الكاتب من خلالها الضوء على حياة السائق وما يعانيه في سبيل كسب لقمة العيش ، رصد لنا أيضاً مشكلات اجتماعية و نفسية و اقتصادية يعاني منها الشعب و المجتمع ، و كان للحديث عن النفوس الضعيفة و المرتشين و أصحاب النفوذ والمال والفاسدين نصيباً في قصص أ. محمد أبو ناموس ليظهر لنا زيف الواقع و تردي الحال الذي وصلنا إليه ،و قد تجلى ذلك واضحاً من خلال شخصية أبو صخر و الشرطي و غيرهما ،اعتمد الكاتب في سرد قصصه أسلوب الحوار السلس بدلالات و معان متعددة بحيث يلاقي قبولاً لدى القارئ .
أما عن اللغة فقد استخدم الكاتب اللغة العامية (المحكية) في سرد قصصه من خلال مفردات قريبة للناس بحيث تصل إلى كل الشرائح الاجتماعية و تخاطب كل العقول ،فكما نعرف أن اللهجة المحكية هي أداة التواصل في البيت ،الشارع و العمل و هي لغة الحياة و أقرب إلى الصدق .
وأخيراً وليس آخراً يجب أن ندرك أننا أمام كاتب يملك مخزوناً ثقافياً مشحوناً بتفاصيل الواقع ،لديه مهارات فكرية عالية تمكنه من تحديد هدف واضح في رسالته الساخرة بغية إيصالها بطريقة سهلة و بسيطة إلى جمهور القراء .
هند يوسف خضر ..كاتبة و قاصة سورية .
