أدب وفن

لست نملة…/ بقلم الشاعرة لجين الشمندي

لست نملة

أنا معلمة
اشرح لطلابي
كيف يكون العطاء
وكيف نزرع بذور الأمل والخير من حولنا ،
في قلوب الناس وفي الأرض وكيف نهتم بالطير والنبات والحيوان والشجر ،دون انتظار مقابل !!!
وهذا هو المهم أو الجزء الأهم
ولكن …في سري !!!

في لحظات التعب والخيبة
أشعر احيانا ” بأنني نملة
افتقد لأحدهم ،او لإشارة ما
افتقد لومضة حنان ،او بريق عين تتأملني
حتى دون كلمة شكرا”… لا بأس!
لا أريدها ولا أنتظرها ابدا”
سأكتفي ببسمة!!

ثم
اقنع نفسي بأنني لست نملة
رغم أنه يتوجب علي العمل مثلها
العمل المستمر
دون أن تحتج
دون أن يلحظها أحد
إلا عندما تسير مع قافلة الجنود بخط طويل
عندها ربما ترى بالعين البشرية….

هل أنا نملة حقا” ؟
حذفني شاعر لأنني لم أعلق له
على صوره الشعرية !!!
كنت منهمكة في سحب حبة الحنطة

والشاعرات الصديقات …أو مدعيات الصداقة
لا يقرأن…لغة النمل
عصية على قلوبهن وعيونهن….
لامشجب للفكر لديهن
كي تتسلق عليه النملة العاملة الغير محتجة
رغم عشقهن للقبعات البلهاء في أمسيات النفاق
انهن هوامات .!!
والنملة حقيقة
تعيش في مملكة
في بيت منقور بالجبل
لا تدخل في متاهات البشر
التفاصيل من صنعهم وهي دخيلة
النملة تضيع في دهاليزهم
رغم أنها تسبر غور التراب ،وتعانق جذور الحياة
وهم
يجلسون تحت فيء الأشجار ،يناقشون التفاهات

نبي الله سمع النملة
وأنتم لم تسمعوا …
كلام الغيث وصوت الرعد
بكاء الأطفال والأمهات الثكالى
أنين الفقراء ودعوات المظلوم
ونداء الوطن ،لم تسمعوا… شيئا”
فلماذا أحزن ؟ولماذا أحتج ؟ولمن أتوق شوقا’
ولمن صوتي ينده …؟؟؟!!!!

بالإضافة إلى أنني لست نملة !!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى