أدب وفن

شهوة الحبر/ بقلم الشاعرة فوزية العلوي -تونس

شهوة الحبر

لي شهوتان انت والحبر
وهذا البن المحمص في دمي
اسكبه قطرة قطرة
كي يستجيب الليل
لي نسب مع الريح
كلما تشبثت بجذع صنوبرة
اقتلعتني
أو يممت قلبي نحو شط
جزرته بعيدا
وعرّت اقدام عرائس البحر
ومدائن المرجان
لي هذا الشغف بمدن بعيدة
لو بلغتها الفيتها
كنعل يبسته الشمس
اوثدي رضعته الابالسة فاستحال كسيحا
لي هذا الشوق الخرافي إلى إرم
والى الرخام
الذي يلمع في ضوء النجم
وخوابي العطر التي نسفتها الريح
فتعطر منها الحصى
وجذور الاثل والصبار
لي حنين
الى ما ترك النسوةمن ندف الصوف
على ضفاف النيل
وماسقط سهوا من فتيت المسك
في دجلة سحرا
وما تشظى من انابيق العطر
في مقاصير كيلوبترا
لي هذا الوجد المقبور في قمقم قلبي
حتى اذا نبض طار نثارا
فاصاب وجوه العابرين بدم
ليس ينزاح ابدا
ولو فركته بماء النار
لي هذا الوله بالطيران عكس الشمس
وبجمع بيانات الطغاة الذين تكسرت
بهم سلالم الغطرسة
فتهاووا كصخور محترقة
تاركين وراءهم اطنانا من الكتب المزوّرة
والتاريخ الماكر كشيطان
بي هذه الشهوة المجنونة للاستحمام
في نهر من الحبر
لا تعيش فيه الا أسماك شرسة
تشبهني في شهوتها
غير أنها مغرمة بقناديل البحر
في حين لا شهوة عندي سواك والحبر
فوزية العلوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى