في اليوم العالميّ للّغة العربيّة/ العميد د. محمد توفيق أبو علي
في اليوم العالميّ للّغة العربيّة
في اليوم العالميّ للّغة العربيّة الذي
يصادف وقوعه غدًا، ليس لي إلّا أن أعيد ما قلتُه في غير مناسبة، من أنّ اللّغة ليست نحوًا وصرفًا ونصوصًا أدبيّة فحسب؛ بل هي انتماء لحضارة تنطق اللّغةُ باسمها. ولأنّ انتماءنا قد أصابه كثير من الوهن، فاللّغة آلت إلى هذا المآل؛ ناهيك مِن جمهرة من العوامل، في صدارتها غياب الاهتمام الرّسميّ بهذه اللّغة، وقضاياها على الصّعد كافّة.
وفي هذه المناسبة، وفي ظلّ هذا التّردّي، أصبحت طموحاتي اللّغويّة متواضعة جدًَا؛ فجلّ ما أطمح إليه أن يحترم الأصدقاء رغبتي، فلا يكتبون تعليقاتهم على صفحتي باللّهجة العامّيّة، أو باللّغة الهجينة التي تعتمد الحرف اللّاتيني والنّطق العربيّ، أو تلك اللّغة الرّقمية؛ وأنا شاكرٌ فَضْلَ من يكتفي بوضع إشارة إعجاب، من دون كتابة شوهاء، إذا كانت ظروفه لم تُعِنْهُ على حُسْنِ الكتابة. وأغتنمها سانحةً؛ لأرجو الأصدقاء الابتعاد من الحدّة في تعليقاتهم.
وأختم كلامي بهذه الأبيات:
مالِلنََخيلِ نأتْ عن قُضْبِهِ الرُّطَبُ
وما لِحُلْمٍ نأتْ عن دَرْبِهِ الهُدُبُ
القَحْطُ أيْبَسَ حَرْفًا في معاجمنا
والغَيْثُ خُلَّبُ برقٍ ماؤه كَذِبُ
يا ضادُ إنّي لَأرجو اليومَ غادِيةً
على الحناجر حتّى يَنْطِقَ العَرَبُ!
حمى اللّه لبنان!