مذبحة الزمن/ بقلم القاصّةهند يوسف خضر – سوريا

مذبحة الزمن
فوق صدر الطرقات المؤدية إلى اللاشيء تجثو آهات ماجدة المصلوبة على أعمدة الزمن ،تغفو أمانيها بين زندي الليالي كطفل أرهقته حرارة الشوارع ،هناك في الزوايا الضيقة لمنزلها كانت تنتظر ريثما يلفظ ليل القلب أنفاسه الأخيرة وتولد تباشير الأمل المرسومة فوق أوراقها …
ماجدة خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية و تمارس عملها كمعلمة ، مهنة شاقة لكنها كانت تعشقها للهروب من واقعها، ذات صباح وجهت لها إحدى الطالبات سؤالاً : آنسة كيف يمكن للإنسان أن يحقق أحلامه في حال خالفته الحياة ؟وقفت ماجدة في مكانها أصابها شيء من الدوار لم ترد على سؤال الطالبة لكنه فتح الباب أمام مصراعيه لتعيد ترتيب أشياءها..
أنت يا ماجدة دائمة الشرود في واقع لن يتغير ،فمن ارتبطتِ به بالأمس بلا حب ظننتِ نفسك ستحبينه فيما بعد هو نفسه الرجل الذي يربطك به عقد زواج تقليدي فقط ،لقد فعلت كل ما بوسعك لتمنحيه الحب ولكنك تفشلين في كل مرة وما الذي ينتظرك لا أحد يعلم (حدثت نفسها بذلك )
خرجت من المدرسة واتجهت نحو شوارع المدينة ،بينما كانت تسير في الطريق خطر لها أن تقوم بشيء ما تتخلص به من هذا الواقع ،فكرت بعدة خيارات يا إلهي جميع الخيارات مغلقة، بقي أمامي خيار أقطع شرياني أو أقطع شريان الواقع..
ارتشفت ما تبقى من هذيانها وبدأت رحلة التفكير والتخطيط ،كتبت في دفترها عن حب انتظرته طويلاً ولكنه لم يأتِ ثم غابت في رحلة عميقة.
القاصّة هند يوسف خضر ..سورية